كتاب الدعوة الشريفة المنصورية العامة
  يجترئ على ذلك ذو بصيرة، ونفس خطيرة، ورسول الله ÷ يقول: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم».
  فالله الله عباد الله في أنفسكم فأنا حجة الله عليكم، فهلموا {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}، وعليكم بتقديم النية الصادقة قبل القدوم، واستشعار عظمة الحي القيوم، {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٢}[الأحقاف]، فابذلوا نفوسكم لله تعالى إذ هي منه وله، فاسلكوا سبله، وتصوروا هجوم الآجال، واقتحام بحور الضلال، فنحن سفينة النجاة للناجين المستبصرين، كما حكي عن جدنا خير المنذرين، صلى الله عليه وعلى آبائه الطاهرين: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»، فلا تسللوا عنا لواذاً، ولا تصدوا عنا أزواجاً وأفراداً، فإنكم بعين من يعلم السرائر، ويطلع على الضمائر، ولا يغيب عنه ولا يفوته هارب إلا من هرب منه إليه، فاشتروا منه الجنة الباقية، بالدنيا الفانية، فإن ذلك بيع ربيح، ومتجر مفيد، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١١ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٢ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}[الصف]، وفائدة هذه التجارة وربحها الجنة، ألم تسمعوا الله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ