كتاب دعوة إسماعيل
  فأي شرف يوازي شرفنا، أو مجد يشاكل مجدنا، ونحن عترة رسول الله ÷، وخزان علمه، وورثة كتاب الله، وولاة أمر الله، ونحن أهل البيت الذين كان جبريل إليهم يهبط ومنهم يصعد.
  ولا والله ما صرف الناس عنا إلا تشددنا في أمر الله، وعملنا بكتاب الله، وسنة رسول الله ÷، فلما توخى سلفنا سلام الله عليهم المنهاج الأعظم، وسلكوا السبيل الأقوم، ومال عنهم الأكثر وبقي الأقل، فقَتَلوا وقُتلوا، وعلوا ونزلوا، ولم يزدادوا مع ذلك إلا شدة، فاقتحموا على الآساد أخياسها، وضيقوا على الملوك أنفاسها، ولما رجونا أن يصل إليك هذا الكتاب وينفعك الله به أمرنا به إليك، فإياك أن ترد نصيحة الناصحين، فلسنا بيائسين إن أطعت الله سبحانه وأطعتنا أن تطعم حلاوة ذلك عاجلاً، وتجني ثمرة خيره آجلاً، ولسنا نصدك عن هدى، ولا ندلك على ضلالة ولا ردى، {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ١٦}[طه: ١٦]، فتصفح هذا الكتاب، وانظر إلى ما هو يؤدي واردد الجواب، بما هو عندك من قبول أو رد، ومهما غفلتَ منه فلا تغفل من أن هذا الأمر يزيدك سلطاناً إلى سلطانك، وعزّاً إلى عزك، ومجداً إلى مجدك، ولا يبعد أن يصير أمر عامة ملوك الدنيا إليك، فنحن على موعود من ربنا، ولن يخلف الله وعده، ونحن أولاد الرجل الصالح، النذير الناصح، الذي كان يقول: «سآخذ كنوز كسرى وقيصر» فيقولون: ساحر أو مجنون، خرج إلى بدر على بعير له فيه شريكان، فكان يركب عقبة وينزل عقبتين، فآل أمره إلى ما آل، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ٦}[القصص]، والسلام على من اتبع الهدى، وصلى الله على محمد المصطفى وعلى آله الأطهار النجباء، وسلم.