رؤيا الشريف إبراهيم بن حميدان
  كنت مع الإمام # بحلملم(١) في شهر رجب من سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وهو يريد التقدم إلى حصن كوكبان، فأمسيت في المسجد وبحذائي سالم بن عقبة البحيري فرأيت في المنام كأني لقيت رجلا من بني شرع بصنعاء، وكأنه يسألني عن الإمام؟ وعن حاله؟ وأين هو؟ ومتى يصل؟، فقلت: هو غير متخلف، ورأيت في كفه كتاباً، فقلت له: ما في كتابك هذا؟ فقال: فيه أبيات شعر، قلت: أرنيها أو أعطني الكتاب، قال: أنا أحفظك ما فيه، قلت: هات، قال: اسمع، وأنشد هذه الأبيات:
  الله أكبر هذا سيد النذر ... بعد النبي وهذا أفضل البشر
  هذا ابن حيدرة هذا ابن فاطمة ... هذا الذي جاء في التنزيل والسور
  هذا الذي وعد الله الأنام به ... يحيي الهدى كحياة الأرض بالمطر
  هذا الذي كانت الأخبار من قِدَم ... فيه وأمسى عيان الخُبْرِ كالخَبَرِ
  صلوا على شخصه يا حاضرون معاً ... صلوا على صورة من أشرف الصور
  الله ناصره جلت جلالته ... من عالم فاتح بالنصر مقتدر
  قد قال في سورة الفرقان ما سمعت ... آذانكم ثم في طس والزمَرِ
  أيضاً وفي آية الكرسي فاستمعوا ... لقوله يا ذوي الأذهان والفِكَر
  قال: وكان راوي هذه الأبيات لا يحسن نظم الشعر جملة.
(١) حلملم: تطلق على قريتين، حلملم الأعلى، وحلملم الأسفل: وهما في الشمال الغربي للأشمور، ناحية عمران.