[رسالة الاعتراض وما اشتملت عليه]
صفحة 91
- الجزء 1
  العوارض والأعمال، ولا شك أن هذه الرسالة وردت والحال فوق الحال، ونحن في تناهي أشغال المحنة، وتأجج نار الفتنة، بين طاعِنَين: طاعن بحدِّ سنانه، وطاعن بغَرب لسانه(١).
  ورائي وقدامي عداة كثيرة ... أحاذر من لصٍّ ومنك ومنهمُ
  فلذلك ملنا في الجواب إلى الاختصار، وألغينا أكثر الفروع لأنها مبنية على أصول، فعند انهدام تلك الأصول ينهدم ما ابتني عليها بالاضطرار، ولو تمكنا لتعلقت الفائدة بذكر الجميع، ولكن صار الأمر كما قال الشاعر:
  أَهُمُّ بأمر الحزمِ لو أستطيعُه ... وقد حيل بين الظبي والنَّزَوَان
(١) الغرب: حدُّ كلِّ شيءٍ.