[55] وقال # في يوم قارة ظاعن: [البسيط/49]
  سل عن أبِي حَسَنٍ فِي آلِ نَاجِيَةٍ ... هَل كَالَهُم يوم خانوا العهد تطفِيفَا(١)
  نَصَّاً صَرِيحَاً يَرَاُه العَارِفُونَ بِهِ ... مَا كانَ ذَلكَ إلغَازَاً وتحرِيفَا
  فشَنَّعَت عُصَبُ التَّطرِيفِ لَا سُقِيَت ... غَيثَاً ولَا جَاورَت بَحرَاً ولا رِيفَا
  وكم قَتِيلٍ أَمَالَ البغيُّ هادِيَهُ ... ثَقَّفتُهُ بِضُبَاةِ الهِند تثقِيفَا
  أنا ابنُ أحمدَ إن فَتَّشتَ عن نَسَبِي ... وحيدرٌ والدِي إن رُمْتَ تعرِيفَا
  أَقْفُو سَبِيلَهُمَا فَاسأل لِتَعرِفَنِي ... وَلَا تُذقْنِي تَلوَامَاً وتعنِيفَا
  لَا بُدَّ من صولَةٍ غَرَاءَ مَاضِيَةٍ ... تَعُمُّ فِي اليمنِ الخضرا المخَالِيفَا(٢)
  حَتَّى تعودَ إلَى عَادَاتِ أوَّلِهَا ... أيامَ قَادَت إلَى الصِّيْنِ المشَارِيفَا(٣)
  وجازَتِ الدَّربَ دَربَ الرَّومِ سَاِمِيَةً الـ ... ـأعنَاقِ تَحسِبُهَا طَيرَاً مَسَافِيفَا(٤)
  وغَرَّبت لِبِلَادِ الغَربِ غَائِرَةً الـ ... أعيانِ لا تَجعلُ الإقدامَ تسوِيفَا
  مَا لَاقَهَا بلدٌ فِي الأرض عن بلدٍ ... أو قَطَّفَت هَامَ أهل الأرض تقطِيفَا(٥)
(١) خبر بني ناجية مع أمير المؤمنين (ع) فقد ذكر إبراهيم بن هلال الثقفي فِي كتاب (الغارات) قال: حدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عثمان، عن نصر بن مزاحم، قال حدثني عمرو بن سعد عمن حدثه ممن أدرك أمر بني ناجية، قال: لَما بايع أهل البصرة علياً بعد الهزيمة دخلوا فِي الطاعة غير بني ناجية فإنهم عسكروا، فبعث إليهم علي # رجلاً من أصحابه فِي خيل ليقاتلهم، فأتاهم فقال ما بالكم عسكرتم وقد دخل الناس فِي الطاعة غيركم، فافترقوا ثلاث فرق: فرقة قالوا: كنا نصارى فأسلمنا ودخلنا فيما دخل الناس فيه من الفتنة ونحن نبايع كما بايع الناس، فأمرهم فاعتزلوا، وفرقة قالوا: كنا نصارى فلم نسلم وخرجنا مع القوم الذين كانوا خرجوا قهرونا فأخرجونا كرهاً فخرجنا معهم فهزموا فنحن ندخل فيما دخل الناس فيه ونعطيكم الجزية كما أعطيناهم قال: فاعتزِلُوا، فاعتزَلُوا، وفرقة قالوا: كنا نصارى فأسلمنا فلم يعجبنا الإسلام، فرجعنا إلَى النصرانية فنحن نعطيكم الجزية كما أعطاكم النصرانية، فقال لهم توبوا وارجعوا إلَى الإسلام فأبوا، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم، وقدم بهم إلَى علي #.
(٢) جمع مخلاف: وهو الجهة أو الناحية.
(٣) الصين: موضع بالكوفة وبالإسكندرية، ومملكة بالمشرق وهي مشهورة الآن، قال الحموي في معجم البلدان بعد ذكره لما نقله من المفجع في خبر سمرقند وبنائها: فسار شمر وهو يريد الصين فمات هو وأصحابه عطشاً ولم يرجع منهم مخبر، فبقيت سمرقند خراباً، إلى أن ملك تبع الأقرن بن أبي مالك بن ناشر ينعم فلم تكن له همة إلا الطلب بثأر جده شمر الذي هلك بأرض الصين، فتجهز واستعد وسار في جنوده نحو العراق، فخرج إليه بهمن بن اسفنديار وأعطاه الطاعة، وحمل إليه الخراج، حتى وصل إلى سمرقند فوجدها خراباً فأمر بعمارتها، وأقام عليها حتى ردها إلى أفضل ما كانت عليه، وسار حتى أتى بلاداً واسعة فبنى التبت كما ذكرنا، ثم قصد الصين فقتل وسبى وأحرق وعاد إلى اليمن في قصة طويلة.
المشاريف: جمع شارف: وهي المسنة الهرمة من الإبل، ويقال ناقة شرافيّة: ضخمة الأذنين جسيمة.
(٤) أسف الطائر: إذا دنى من الأرض في طيرانه.
(٥) ما لاقها: ما لينها أي صدها.