[108] وقال # وقد سفر الفقيه أبا القاسم بن حسين إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس الحسني [سنة سبع وتسعين وخمسمائة]: [الوافر/48]
  وأَيَّامَ الحُسِينِ بِبَطنِ فَخٍّ ... فَقَاتِلُهُ شَبِيهٌ بالقُدَارِ(١)
  بَنِي حَسَنٍ أَعِيرُونِي نَهَارَاً ... مِن الأيَّامِ مَا حَدُّ النَّهَار
  ألَا يَا لَيتَ شِعرِي هَل أَرَاهَا ... مُعَقَّدَةَ السَّبَائِبِ للمَغَارِ(٢)
  ألَا يَالَيتَ شعري هل أراها ... كَعُقبَانٍ تَخِرُّ علَى وَبَارِ(٣)
  ألَا يَالَيتَ شِعرِي هَل أَرَاهَا ... تَصُدُّ الطَّيرَ عَن سَنَنِ المَطَارِ(٤)
  فَلَستُ بِمُستَكينٍ للأعَادِي ... وَلا أَنَا بِالمُدَاهِنِ والمُمَارِي
  حَلَفتُ لأبعَثَنَّ العَامَ حَربَاً ... عَوَانَاً كَالحَرِيقِ أو العِصَارِ(٥)
  وَ إلَا فَاسألُوا صَنعَاءَ عَنَّا ... وَيومَ البَابِ فِي كَنَفَي ذَمَار
  أَلَم أَكُ فَارِسَ الخَيلَينِ جَمعَاً ... وَهل سَبَقَتْ فَوارِسُهَا غُبَارِي
  بَنَيتُ لِمَعشَرِي وَسُرَاةِ قَومِي ... هُنَالِكَ مَفخَرَاً صَعبَ المَجَارِي
  وَلَستُ بِفَاخِرٍ سَفَهَاً وَكِبرَاً ... وَلكِن طَاعَةُ البَارِي افتِخَارِي
  وَهل رَجُلٌ يَقُولُ أَبِي عَلِيٌّ ... يُقَهقِرُ عن مُنَاطَحَةِ الشِّفَار
= إلى أكوام حجرية لا تتميز، وهي المعروفة بسويقة الهاشميين، وتعرف بسويقة عبد الله بن الحسن، وكان فيها سكن الأشراف الموسويين، وفيها تخفى الإمام عبد الله الجون بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وفيها توفي وبها قبره، وقد أخربت عدة مرات أخربها أبو جعفر الدوانيقي لما تخفى فيها محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فلما خرج النفس الزكية وقتل أخربها الدوانيقي، ثم أخربها أبا الساج بأمر المتوكل العباسي لما خرج الإمام محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن ثائراً، فخرج أبا الساج في جيش عظيم إلى سويقة فأخربها وقطع نخلها وزروعها وبيوتها، وبها مقبرة بأسفل الجبل بها قبور لأهل البيت، وقبر في سفح الجبل لعله قبر عبد الله بن موسى والله أعلم.
والشحَط: البعد. والنوى: الدار. والقُطار بالضم كغراب: سحاب كثير القطر عظيمه.
(١) يعني الإمام الشهيد الحسين الفخي بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، الشهيد بفخ وهو شعب على مدخل مكة من جهة المدينة، قريباً من التنعيم، ويسمى الآن منطقة الزاهر، وفيه قبر الإمام الحسين الفخي والشهداء الذين استشهدوا معه، وبنى عليه الأمير قتادة بن إدريس مشهداً بأمر الإمام المنصور بالله #، ولا زالت بعض آثار المشهد باقية إلى اليوم، وتسمى مقبرة ابن عمر رقم (٢). وقُدار المذكور في البيت: هو قدار بن سالف عاقر ناقة هود #.
(٢) السبائب جمع سِبّ بالكسر: وهو الحبل. والمغار: الغارة.
(٣) وبار ِكقَطام، وقد يُصْرَفُ: أرضٌ بَيْنَ اليَمَنِ ورِمالِ يَبْرِينَ، سُمِّيَتْ بوَبارِ بنِ إِرَمَ، لَمَّا أهلك الله تعالى أهَلَها عاداً وَرَّثَ مَحَلَّتَهُم الجِنَّ، فلا يَنْزِلُها أحدٌ مِنَّا، وهي الأرضُ المذكورةُ في قوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٤}.
(٤) المطار بالضم كغراب أو الفتح كقطام: اسمان لموضعان، وقد يراد به هنا المصدر الميمي لطار أي موضع طيرانها.
(٥) العوان كسحاب: الحرب التي قوتل فيها مرة.