[111] وقال # يحض بني موسى بمكة على القيام ويعلمهم بخذلان إسماعيل وجنوده [سنة ثمان وتسعين وخمسمائة]: [الطويل/49]
  وَجِيرَانُ بِيتِ اللهِ فِي بَطنِ مَكَّةٍ ... فَهُم شُمُّ عَدْنَانَ الحُمَاةُ وصِيدُهَا
  بِأَنَّا سَقينَا الضِّدَّ صَابَاً وعلقمَاً ... وأَنَّا على حَربٍ يَشِيبُ وَلِيدُهَا
  سَلُوا وَافِدَاتِ الطَّيرِ عَن لَحمِ جُندِهِ ... إِذَا أَخبرَت بِالكَائِنَاتِ وُفُودُهَا
  وعَن خَيلِهِ واللهُ بَالِغُ أمرِهِ ... وأينَ أَضَاحِيهَا وأينَ قَدِيدُهَا(١)
  تَقَاسَمُهُم أَسيَافُنَا شَرَّ قِسمَةٍ ... فَفِيهِم مَوَاضِيهَا وفِينَا عَمُودُهَا
  دَعَا دَعوَةً إبليسُ ناظِمُ شَملِهَا ... فَقد خَابَ دَاعِيهَا وضَلَّ مُقيدُهَا
  وقَالَ بِأنِّي للعبَادِ خَلِيفَةٌ ... أُقَرِّبُهَا نَحوَ الهُدَى وأقُودُهَا
  كَمَا قَالَ فِرعونٌ بِأنِّيَ رَبُّكُمْ ... لِأُمَّةِ سُوءٍ كَانَ فِيهَا يَسُودُهَا
  ونَاسَبَ بالإفكِ المُبِينِ أُمَيَّةً ... بِأنسَابِ زُورٍ لَا تَبِينُ جُدُودُهَا(٢)
  ولَو كَانَ مِنهَا فَهيَ أَقبحُ نِسبَةٍ ... ولِمْ لَا وَفِيهَا عَاصُها ويَزِيدُهَا
  وحَجَّاجُهَا سَيفُ الهُدَى لِإمَامِهَا ... وقَائِدُهَا لِلمُفْضَعَاتِ وَلِيدُهَا
  شُجَيرَةُ سُوءٍ ضَعضَعَ اللهُ أَصلَهَا ... وطَأطَأَ مِنهَا الفَرعَ فَاجتُثَّ عُودُهَا(٣)
  وَذَمَّ بني العَبَّاسِ أملاَكَ هَاشِمٍ ... بِألفَاظِ إِفكٍ فِيهِمُ لَا نُريدُهَا(٤)
  وَنَحنُ وإِيَّاهُم وإن كَانَ بَينَنَا ... هَنَاةٌ فَلِلاَنْسَابِ أَصلٌ يَذُودُهَا
  وهُم قَومُنَا والأصلُ والفرعُ وَاحِدٌ ... ولا يَقْطَعُ الأرحَامَ إلَا كَنودُهَا(٥)
  وقَادَ لُهَامَاً مُرْجَحِّنَّاً كّأنَّهُ ... جِبَالُ الشَّرَى لَولَا القَنَا وبُنُودُهَا
  ورَامَ مَرَامَاً رَدَّهُ اللهُ دُونَهُ ... وللهِ أَسرَارٌ لَدَينَا يُريدُهَا
(١) الأضاحي: الفرس الشهباء.
(٢) إشارة إلى ما تقدم من أن إسماعيل الأيوبي ادعى الإنتساب إلى بني أمية.
(٣) في (م) و (ع) و (ب) شجيرة أصل، وهو خطأ، والأصل ما أثبتناه. والمراد بالشجيرة إشارة إلى قوله تعالى {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} وفسرت الشجرة في روايات كثيرة بأنها شجرة بني أمية وبني العاص.
(٤) في (ع) بنو العباس.
(٥) الكنود: الكفور للمودة والمواصلة. والكند: القطع.