ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[115] وقال # إلى بني الحسن و الحسين $ إلى الحجاز سنة (598) هـ ثمان وتسعين وخمسمائة: [الوافر/66]

صفحة 266 - الجزء 1

  إلَى الفَرشِ المَدِيدِ هَمَى عَلِيهِ ... فَجُدَّةَ وَاكِفُ الأرجَاءِ هَامِي⁣(⁣١)

  فَصَبَّ على جَدِيدَاتٍ جَدَاهُ ... نَعَمْ فَحَوَايطَ البَرْقِ السُّحَامِ⁣(⁣٢)

  وَضَمَّ عَلَى كُرَاعَيهِ غَمِيمَاً ... كضَمِّكَ كَاتِبَاً ألِفَاً بِلاَمِ⁣(⁣٣)

  أَغَاثَ بِهِ مُغَيثاتٍ جِهَارَاً ... إلَى عُسْفَانَ مَخلُوعِ الخُطَامِ⁣(⁣٤)

  فَبَرقَاً فَالضَّوَاحِي من قُدَيدٍ ... فَأَمَّجَ كُلُّ صَادِقَةٍ الوِشَامِ⁣(⁣٥)


(١) الفَرش: بفتح الفاء وسكون الراء وآخره شين معجمة، واد بين غميس والحمام وملل، ينحدر من ورقان حتى يصب في الفرش فرش سويقة بادية بني الحسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب. ويسمى الفُريش، يبعد عن المدينة المنورة ٦٠ كم تقريباً.

وجُدَّة: بضم الميم، والكسر خطأ، بلدة مشهورة على ساحل البحر الأحمر، هي حالياً الميناء الرئيسي للحجاز، يؤتى لها من ثلاث وسائل: الجو والبر والبحر، تبعد عن مكة ٧٣ كم غرباً.

(٢) الجديدات: جمع جديدة، وجديدة تطلق على مواضع: منها عين من عيون الواسطة بوادي الصفراء، وعين في مر الظهران قرب الحميمة، وعين في وادي الزبارة، ولعل الإمام يقصدها جميعها.

وأما الجدى: فهو المطر العام أو الذي لا يعرف أقصاه.

وأما البَرق بلفظ برق السحاب: فهو قرية قرب خيبر، والحوائط جمع حائط: والحائط أكبر قرى حرة خيبر، يقع في شرقي خيبر، يعرف قديماً باسم (فدك).

وأما بُرَق بضم الباء وفتح الراء فهو جمع بُرقة، وبرق بلاد الحجاز كثيرة منها برقة الأجاول من نواحي الصفراء، وبرقة سعد وبرقة ذناب وبرقة الخرجاء وغيرها، ولعل الإمام قصدها جميعاً. والسُّحام: السواد.

(٣) كراع الغَمِيم: موضع بين مكة والمدينة بين رابغ والجحفة، وهو جبل أسود في طرف الحرة تمتد إليه، على يسار طريق الصادر من عسفان على ١٦ كيلو تقريباً، ويعرف اليوم ببرقاء الغميم. وقيل: هو واد أمام عسفان بثمانية أميال.

(٤) المغيثة: منزل في طريق مكة بعد العذيب نحو مكة، وهي لبني نبهان.

وعُسفان بضم العين وسكون السين وفتح الفاء: منهل من مناهل الطريق بين مكة والجحفة، وهي اليوم بلدة عامرة تقع شمال مكة على ٨٠ كيلو تقريباً، على المحجة إلى المدينة، ويخرج منها ثلاث طرق: إلى مكة على الصغو فضجنان، وإلى المدينة يأخذ ثنية غزال على خليص، وإلى جدة يخرج إلى الجنوب الغربي، وسمي عسفان لتعسف السيل فيه، كأنه يسلك بدون قصد ولا هداية ولا روية، وإلى هذا لمح الإمام في قوله: مخلوع الخطام.

(٥) قديد: واد فحل من أودية الحجاز، خصيب كثير العيون والمزارع، فيه (٢٥) عيناً اندثر بعضها، يبلغ طوله ١٥٠ كم تقريباً.

وأَمج: بفتح أوله وثانيه: واد فحل من أودية الحجاز من أخصبها وأعمرها سكاناً، يأخذ من حرة بني سليم جنوباً وقديد شمالاً، وغرباً إلى ساية، ويتصل بوادي خليص. وشددت الميم في البيت للضرورة.