السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام في الفصل الأول

صفحة 105 - الجزء 1

  فإن ظن أنا كرهنا مدح مسلم، فبعض الظن إثم، ولوم البريء ظلم، وكيف وقد مدحناهم في الأشعار، وأثنينا عليهم بمحمود الآثار؟.

  وأما قول السيد - أيده الله -: من أن رسول الله ÷ أعطى عليّاً ذا الفقار، كما تقدم:

  فمن لي بمن يأتي يضارب بين يديّ، ويرضى عني وإن قللتُ متاعه، وآثرتُ عليه في ذلك من لا يسوى أثره، وأعطيه سيفي عارية، ولكني لو أعرته وأتيت أسترده وقد ضرب ضربة واحدة، اتسع الحال، وكثر المطال.

  وأما ما ذكر من الكلام إلى أن انتهى إلى جِفانِ اللحيح:

  فإن ذلك تعريض بنا، وقد علم مَن شاهدنا مبلغنا في اللحيح وغيره، وأنا ندع ما نقدر عليه من ذلك لله، وأنا نصبر على الجوع مع القدرة على الشبع، من أنواع الفواكه والمطعومات، ونجعل إحدى الوجبتين ماء والأخرى عيشاً، وإن رأينا للصبر موجباً صبرنا صبراً، وتفصيل ذلك معلوم للصالحين ممن خبرنا، كما كانت معجزاته # حجة على فضله وصدقه، وكان ينبغي أن يكون مثل ذلك دلالة على فضلنا، وإن قَصُرنا بالعجز عن درجته.

  ثم ذكر رسالته ولم يذكر شيئاً من الرسائل وإنما ذكر كلمتين من هذه الرسالة؛ ليبطل ما احتججنا به من فعل رسول الله ÷ في غنائم حنين، ولعمري إنها أكبر حجة لمن أنصف، فعارض ذلك - أرشده الله - بأن قال:

  هل أخذوه بغير الخيول الأعوجية، والسيوف الهندية؟، إلى آخر مصارع سجعه: