السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة

صفحة 106 - الجزء 1

  وهذا بناء على أنه اشترى تلك الخيل والسيوف والدروع والرماح وأعطاهم إياها، والخيل كانت أربعمائة فرس، وفيها قريش وجميع قبائل الحجاز، ولولا خشية التطويل لذكرناهم، وربك أعلم كم كان للمهاجرين والأنصار في تلك الخيل، والمهاجرون ورسول الله ÷ عيال على الأنصار، ومَنَّ # بما فعل الله لهم به من التركة، فلم ينكروا عليه ¤، وآثر عليهم فسلموا، وسنذكر ذلك مفصلاً فيما بعد إن شاء الله.

  وأما قوله: إنا لم نرد جواباً:

  فلعله نسيان طرأ، أو عذر شغل.

  لعل له عذراً وأنت تلوم

  وأما أن يكون استخفافاً: فمعاذ الله، وقد حسَّن رسول الله ÷ الظن بتارك الصلاة، وقد عذر الله ورسوله ÷ من نسي الصلاة، وهي من أشهر المفروضات وأهمها، فقال #: «من نام عن صلاته أو نسيها فوقتها حين يذكرها»، ولم يسب من نسيها، ولا نستبعد دعواه، فكيف بجواب رسالة مع تكاثف الأشغال لتي شاهِدُها مَن شاهَدَها.

  وأما الأبيات الرائية والبيتان اللاميان، وهو قوله:

  ويركب حد السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل

  فلا شك أنها مبنية على ترك الإنصاف بما لا يُعتقد شرطٌ في الإنصاف؛ لأنا نعلم أن رسول الله ÷ كان ينصف أهل بيته وأفاضل أصحابه غاية الإنصاف، فكان يؤثر عليهم إيثاراً لا يمكن إنكاره لمنصف، وهي تشبه أبيات فُتاك العرب، وليست تتعلق ببابنا الذي نحن فيه.