الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة
  وكذلك الذي يأتي على يدي الفقيه الفاضل الأمين ركن الدين سليمان بن ناصر(١) من جهة اليمن.
  وما يأتي على يدي إخوانه أيدهم الله كالقاضي أحمد بن مسعود الربعاني(٢)، والقاضي الأمين رشيد بن سلامة(٣)، ونظرائهم.
(١) الفقيه العلامة، ركن الدين، سليمان بن ناصر بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي. أحد أعلام الفقهاء الزيدية، وكان من أنصار الدين المخلصين، ومن أنصار الإمام المنصور بالله # وأحد تلامذة الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان والقاضي جعفر بن عبد السلام، وكان واسع العلم والإجتهاد، وردَّ كثيراً من أهل الجبر والتشبيه إلى العدل والتوحيد وله كتاب (شمس الشريعة) فِي الفقه وغيره، وتوفي سنة ٦٠٠ هـ |.
قال في السيرة المنصورية (١/ ٧٧) حاكياً عن البر الواصل للإمام من جهة الفقيه سلمان السحامي قال: وسمعته # يقول: حصل لي من البر والنذور في مدة الإقامة بصنعاء وهي أربعة أشهر ما حسبه بعض الأصحاب ثمانية آلاف دينار، فنفق جميعًا، وما بقي منه إلا درع شريته أو قيمة فرسين، ولعل ذلك يكون ألف دينار، فأما ما يخص أهلاً أو ولدًا فما صار إليهم منه شيء بالجملة.
وروى الشريف الفاضل قاسم بن يحيى أنه حصل للإمام # على يديه من البر قدر ثلاثة آلاف دينار في مدة قريبة في صعدة، فما صار إليه منها لأهله وخيله ومماليكه وما يختص به على الاحتياط ما يبلغ خمسمائة دينار، وأنفق سائر ذلك مع ما يحصل إلى بيت المال، وحصل من باقي دية أخيه محمد بن حمزة ¥ خمسة آلاف دينار فأنفقها مع ما حصل من حجة وأعمالها، وهو يزيد على عشرين ألفاً. انتهى.
(٢) القاضي العلامة أحمد بن مسعود الربعاني من تلامذة القاضي جعفر، ومن علماء الهدوية، ومن ولاة الإمام #.
(٣) القاضي الفاضل رشيد بن سلامة، ممن لهم دور في سيرة الإمام المنصور بالله #، تكرر ذكرهم في السيرة المنصورية، قال في السيرة (١/ ٧٧): وما حصل من جهة اليمن وهو قدر خمسة آلاف درهم من جهة القاضي الفاضل رشيد بن سلامة، وذلك كله في مدة شهرين ونصف.