السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الفصل الثالث

صفحة 126 - الجزء 1

  وحاشاهم - لم يثبت في الأمر تجويز، وإن كانوا عدولاً حتى يسمع كلام المدعى عليه، ويعرف حجته، ولم يقطع بأن يكون ذلك ظلماً، وأن الظالم في النار.

  ولو ادعى مدع عليَّ أني أخذت من تراث أبيه وكسب يده شيئاً لم يجز لقاض من قضاة المسلمين أن يقول: هذا ظالم، وإن كان المدعي عدلاً حتى يحضرني وإياه ويطالبه بتحقيق دعواه، فأما في هذا فما أبعد ذلك، وقد صحت في الأصل الأمانة بصحة الإمامة، فلا يَنقُلُ اليقينَ إلا يقينُ الخيانة في احتكار شيء من مال الله، وأنا لم أدخر مالي من المسلمين، فكيف أبخل عليهم بما أمرني بصرفه إليهم رب العالمين؟!، والمسلمون بذلك شاهدون.

[قسم من الإمام #]

  ولقد كنت أحب أن أكتم المعاملة التي بيني وبين ربي ومحاسبتي لنفسي، حتى لا يطلع عليها سواه يوم ألقاه، فاضطررت إلى الكشف، وذلك أني أقسم بالله - يميناً كنت عنها غنيّاً لو خفت حنثاً - فيها لقد تواترت إلى رسائل ولدي، وهو ثمرة قلبي، وأحلى خلق الله في عيني، يسألني منيحة ويشكو الكفاع، إنما الرسالة على لسانه، وتحقق مع ذلك أن طائفة من أهل بيتي يحتاجون للكسوة، فما نجحت طلبته إلى صدور الكتاب، ولعلها تنجح إن شاء الله، وما أنا - وحقِّ جدي محمد ÷ - بقاطع على نجاحها من غير عدم.

[الاعتراض بأن الإمام غليظ الأخلاق]

  ثم انتهى إلى ذكر غلظة الأخلاق:

  وكما أنه شكى ذلك، فقد شكى غيرُه رقّة الأخلاق.