وأما الفصل الرابع
  فأي ثناء أكبر من ذلك، فالأميران السيدان الداعيان إلى الله سبحانه شيخا آل الرسول، والسيد الماجد نظام الدين هو رأس من ذكرنا من المتأخرين من العترة الطاهرة، وكان مرادنا في ذلك كما قيل في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين #، لأن آية ما نزلت فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلي أميرها، وعُد ذلك في فضائله #، والإشارة بما ذكر في الخطبة إلى السادة المذكورين أقرب من الإشارة في معنى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلى علي #.
  فأما قوله: هلا اكتفينا بالإشارة في حق السلطانين، وأدخلناهما في ضمن الأتباع جملة: فإنما عيناهما تألفاً لهما بما يجوز لنا الدعاء به، من دون صلاة ولا ترضية، والسادة المذكورون أعلى قدراً، وأكرم نفوساً، وأصح اعتقاداً، وأخلص نية، وأشرف طوية، من أن يدخلوا في زمرة المؤلفين بقول أو فعل، وقد كان رسول الله ÷ يصلي على نفسه، ويعلم الناس الصلاة عليه، فلم نعين نفوسنا بذكر ودخلنا في جملة المذكورين.
  فهذا هو الكلام في أصل مقالته على قدر الإمكان، أجبنا بما تيسر ونرجو أن يكون فيه كفاية، ولولا كثرة الأشغال لبسطنا القول.