وأما الفصل الرابع
  فمعاذ الله أن يكون ذلك، ووجوههم يشهدون بخلاف ما ذَكَر، وظاهر الحال يشهد وإن لم يُستشهد، فما منهم وجيه ولا كبير إلا شرينا له فرساً، أو شراها بأمرنا وفسحنا.
  ولقد شرينا للشريف علي بن يحيى السليماني(١) فرساً بمائتين وعشرين ديناراً.
  وشرينا للشريفين الحرابيين الينبعيين(٢) فرسين أحدهما بثلاثمائة وخمسين، وللآخر فرساً بثلاثمائة.
  وأعطينا أحدهما درعاً وَهَبَنَاها الشيخ سليمان بن غنيمة فجزاه الله عنا خيراً، وهو يعرف ذلك، وأنه جعلها لخاصتنا.
  ولم نؤثر بها أحداً من أقاربنا، وهاهم الآن بين أيدينا أكثرهم بغير سلاح وبغير عدة، وأعطينا كل إنسان ما أمكننا.
  وركّبنا الشريف الأجل سليمان بن حمزة(٣) فرساً بأربعمائة وخمسين ديناراً.
  وشرينا لمحمد بن إبراهيم(٤) الفرس الذي كان معه بمائتين وعشرين ديناراً، فطرد عليه عمال الغز من بلاد حاشد والتو ومطِرة، فانظر ما وقع في مقابلة هذه العطية من النفع.
(١) الشريف علي بن يحيى السماحي السليماني، ممن وفد إلى الإمام # مبايعاً ومناصراً من المخلاف السليماني بتهامة.
(٢) هما الشريفان علي ومحمد ابنا حسين بن مفرح الحرابيان الينبعيان، ممن هاجر إلى الإمام # وجاهد بين يديه، واستشهد محمد في غزوة سراقة مع الإمام #.
(٣) الأمير الكبير، النبراس الخطير، سليمان بن حمزة الحسني السراجي، هو العالم الكبير، والإنسان الخطير، عالمَاً محققاً، منصفاً، راوية للأخبار، مقدامَاً فِي الحروب، وكان مشاراً إليه بين العلماء، وهو الذي أرسلته المطرفية إلى الإمام عبدالله بن حمزة # ليجدد لهم موعداً يختبرون الإمام فيه.
(٤) تقدمت ترجمته.