الرسالة الأولى: الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة
  وهذا جعفر بن حسين(١) أعطيناه فرساً، ثم أخذناه لحاجة عَنَّت، فهو اليوم راجل.
  وسليمان بن موسى(٢) شرى فرساً لنفسه من مخلَّف أبيه، ثم قام بها حتى باعها من رجل يقال له: علي بن محمد بن زكري بمائة وعشرين، ثم نقل بها إلى فرس أخرى فأعناه في ثمنها بحجة ثلاثين.
  وقاسم بن إبراهيم(٣) أخذ الفرس الذي تحته من يده، شراها من الديوان ما دفعنا له في ثمنها شيئاً.
  فهؤلاء هم الأهل المؤثرون، وهم الآن الذين بقوا في وجه الشر ومقاومة العدو؛ لأنهم لم يجدوا سبيلاً إلى مفارقتنا، فقد رأيت هذا الإيثار ما أعجبه!.
  وأما قوله: إنا جعلناهم بطانة:
  فإنما جعلهم ربهم بطانة، وقد علمنا من ظاهره - أرشده الله - وظاهر غيره من الخلق، أنه يحب أهل بلده ويأنس بهم، والمعلوم أن الأم أقرب أطرافاً من تهامة، فأهلها يتحابون ويأنس بعضهم إلى بعض؛ لكونهم من بلدة واحدة لا منقود عليهم في ذلك، إلا أن يتحابوا في معصية الله، وقد قال رسول الله ÷ لأنس بن مالك لما حجب عليّاً # في حديث الطائر: «ما حملك على ذلك؟» قال:
(١) تقدمت ترجمته.
(٢) الأمير علم الدين سليمان بن موسى الحمزي، من قواد الإمام # وولاته، وأحد ثقاته، له المواقف الكريمة، في نصرة الإمام والدفاع عن الدين.
(٣) الشريف قاسم بن إبراهيم بن محمد الحمزي، ممن لهم دور بارز، في نصرة الإمام #.