وأما الفصل السادس
  وأما اعتذاره لقوله فيهم:
  كأسد شرى وإن قَلُّوا عديدا
  فذنبك مغفور، وسعيك مشفوع مشكور، ولو طلبت عليه الدليل، لوجدت أوضح السبيل.
[ذكر فدة وثبات حسين بن الحسن الحمزي للغز]
  أفليس حسين بن الحسن كان في فَدَّة - كما تعلم - في سبعة رجال، وكان معه من عفاريت الغز وشياطينهم نيف وثلاثون رجلاً، فيهم أهل الأسر وهم وجوه القوم كما تعرف، شهاب وعدلان ومسعود في نظرائهم، والباقون انتخبهم حي سيف الدين - نفعه الله بصالح عمله - ممن عرف بسالته وشجاعته، يريد بهم حفظ المكان، فلما بلغهم ما بلغ من الجاري على سيف الدين فزعوا إلى شهاب فحلفوا له وحلوا قيوده، ونجم نفاقهم، وبان شقاقهم، وعزموا على أخذ الشريف حسين بن الحسن وأصحابه، فلما علم بمكرهم انقبض منهم، ولم يضطرب اضطراب الأحداث، وحاساهم الموت على انفراده في جمّيعته يومين أو ثلاث، وقد رام شهاب أن يسحره بأنواع سحره، وضرب له حبائل مكره، فلم يُصغِ إليه ولم يفشل، هذا وقد لزموا عليه الباب والقصاب والدور، فأعلموه بما جرى على سيف الدين، وأعلموه بانحيازنا إلى المغرب، بعد أن كانوا أوهموه أن الأمر فينا قد انصرم، فلم يؤثر شيء من ذلك فيه، ورام أصحابه إغلاق الباب بينهم فكره ذلك عليهم، وقال: تركه مفتوحاً أهيب لنا، وقال لأولئك: إن أردتم الموت فأقدموا.