وأما الفصل السادس
  ذكر، وما ذكر في ذلك من الوجوه التي رام بها إسقاط حكمها، منها ضعف تلك الوصايا في أنفسها، ومنها قلة إيفاء الذين هي في أيديهم لها، إلى ما جانس ذلك.
  وكذلك ذكره لشراء الفرس، وأنا شرينا له الفرس ومن بني عمنا وغيرهم من يمشي راجلاً.
[أبيات شعرية للإمام #]
  فكل ذلك قد كان، ولكنا لا نَمُنُّهُ على الله سبحانه ولا عليه، ولا يعظُمُ عندنا ما هو أجلّ من ذلك كما يعلمه الناس المنصفون من أنفسهم:
  ونحن أناسٌ عَوّدَتْنَا جُدُودُنا ... بناءَ المعَالي واكتِسَابَ المكارم
  إذا نزَل الضيفانُ ساحات دارِنَا ... وطافُوا بِهَا فِعلَ الظّماءِ الحوائم
  شَرعْنا لهم حوضَاً فمَنْ شَاءَ فلْيَرِدْ ... ومَن شاءَ فليَصْدُر لنا غيرَ لائِم
  أليس أَبُونا قَاسَمَ الضّيفَ بُردَهُ ... فنادى بِهَا حُفَاظُها فِي المواسِم
  وسَنّ القِرى والذئبُ يأكل فخذَه ... وقامَ بأعباءِ الأمُورِ العظائم
  ووالدُه والجَدُّ والجَدُّ قبلَهُ ... وأَجْدَادُهُم مثلُ البُحورِ الخضارم
  نُفُوسٌ تعالت مِن نفوسٍ عَلِيَّةٍ ... مكرَّمَةٍ فوق النفوسِ الكرائم
  فلولا وِثَاقُ الدين نَافرتُ من يُرِدْ ... منافرَتِي فيهم إلى كُلِّ حَاكِم
  وحاشا مُرِيْدِ الهَجْوِ والسًّبّ والأذى ... لَهُم أن أُجَاثِيهِ مكانَ المُخَاصِم
  أَبى الله لِي والدّينُ والحلمُ والحجَى ... وأَشْيَاخُ صِدْقٍ مِن ذؤابة هَاشم
  إذا ذُكِروا عند الوَلِيدِ وَكُرِّرُوا ... مِرَارَاً شُفُوْا واعتاضَهُم بالتّمائِم
  وقبلَك لَمْ أسمع لهم قط لائماً ... بِبُخلٍ ولا جُبْنٍ غدّاة الملاَحِم
  وهذا شَهْيدي بالذي قُلْتُ حاضرٌ ... مُزَكَّى عَظيمُ القَدر سِبْطُ البَرَاجِم
  أخو العِلم شمسُ الدّين يحيى بنُ أحمدَ بـ ... ـنِ يحيى حَميدُ الفعل شيخُ الفواطِم