السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الفصل السادس

صفحة 191 - الجزء 1

  وشافِعُهُ بدرُ الهُدى صنوه الذي ... دعا لَمْ يخَفْ فِي الله لَومةَ لائم

  فزُرْهم وقلْ مَا شِئْتَ فيمَا حكيتُه ... وخُذْ بكلام الطّيّبين الأكارم

  فهذه أبيات نفث بها على عجلٍ الخاطر، تحكي زاد المسافر، والعلم فنون، والحديث ذو شجون.

[ذكر علي بن موسى العلوي وتوبته وتخلصه]

  وأما ما ذكرت من الشريف علي بن موسى، وعنّف في أمره:

  فإنا نقص لك خبره حتى لو عاينت لم تزدد يقيناً:

  كان أبوه من الصالحين، مشهوراً بالبركة والطهارة.

  فلما نشأ نشأ في زمن الغز ودخل في خدمتهم، وعصى الله تعالى بمؤازرتهم، ونال معهم من المنافع ما علمه الناس، فلما ظهرت له الحركة منا في الجوف نزع يده منهم، وكاتَبَنَا، وناصبهم بالعداوة، وأنفق في حربهم مالاً عظيماً، فلما وقعت الدعوة في صعدة نهض بأولاده إلى مأرب، ولَقِيَنَا إلى الجوف فشايع وبايع، وأتى بجميع ما كسب منهم، من دقيق وجليل، وسلاح وحيوان، حتى الشراميز التي تلبس في الأرجل، والبسط والثياب، ونحن بذلك عليه من الشاهدين، فسلمه إلينا وخرج من عهدته، خوفاً من الله رب العالمين، وليس لنا إلا ما ظهر، ولله ما استتر، وأظهر التوبة، وشاهدُها قويّ، وهو ما قدمنا، فقبلنا ذلك منه، وقربناه لأجله، فأخذنا بعض ذلك المال لمصالح المسلمين، وتركنا له بعضه ليستعين به على أمره، ويسد فاقته، لانقطاعه في أمر الله وأمرنا، فرضي وسَلَّم، ورَكَّبنا من ذلك المال ستة فرسان في سبيل الله، ثم ها هو معنا مظهر للتوبة، نادم على الحوبة.