[الجواب على الإعتراضات على السيرة]
  قلنا: إنما أخذ بالسيف والحرب بيننا وبين أهل البغي - لأجل البغي - قائمة فكان غنيمة، دليله السلب.
  والأصل: غصبنا له، والعلة: بغيهم، والفرع: السلب.
  فإن قيل: إن أهل البغي لا يجوز أخذ شيء مما يملكونه إلا ما أجلبوا به، واحتج في ذلك بفعل علي # في أهل الجمل إلى غير ذلك.
  قلنا: هذا نوع آخر، الكلام في أنا نقول:
  إن حال أولئك الذين خالفوا علياً # مخالف لحال هؤلاء من وجوه لا تخفى على عاقل منصف:
  من ذلك: فيهم أعيان الصحابة وخيار الأمة لقول النبي ÷ «خيركم القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعد ذلك قوم سمان يحبون السِّمن، ويشهدون قبل أن يستشهدوا»، فلم تطلب عدالة ثلاثة قرون، الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، ومهما اختلف أهل العلم فلا يختلفون في فضلهم، ولهذا أشكل الأمر على الجمهور في حالهم وحال علي #، ولا ينكر ذلك إلا جاهل.
  ومنها: أنها هفوة ولم تكن تهتكاً.
  ومنها: أن لهم من السوابق ما كادت كبيرتهم تصغر معها، وقد رعى ذلك أمير المؤمنين # فقال في قاتل الزبير: (بشر قاتل ابن صفية بالنار)،