السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب الأجوبة الكافية بالأدلة الوافية

صفحة 207 - الجزء 1

  وقال لما رأى السيف: (طال والله ما كشف به الكرب عن وجه رسول الله ÷).

  ولما قام على طلحة قال: (أعزز عليّ أبا عبد الله أن أراك على هذه الحال، شفيتُ نفسي وقتلت معشري، إلى أشكو عُجَري وبُجَري⁣(⁣١)).

  ولما سئل عن الخوارج، فقيل: أكفار؟ قال: من الكفر هربوا.

  قيل: أمؤمنون؟ قال: لو كانوا مؤمنين ما قتلناهم.

  قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بالأمس بغوا علينا فحاربناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله).

  ولم يبلغ أيدك الله من حال أهل المحالب أن يلحقوا بطلحة بن عبيد الله، الذي قال فيه النبي ÷ يوم أحد «لولا أن طلحة قال: حسد، لرفع كما رفع عيسى #»، ولما قطعت إصبعه قال: «سبقته إلى الجنة».

  أو الزبير الذي قال النبي ÷: «لكل نبي حواري، وحواريي الزبير بن العوام»، وكان أشجع فارس ركب الفرس مع رسول الله ÷، وعلي # أشجع فارس وراجل فَضُله بالرجلة والقوة.

  وقد رأيت نهي علي # لما حمل على صفوفه فنقضها ميمنة وميسرة وقلباً، ولم يطعن ولم يضرب، في قصة فيها بعض الطول، رعياً لحرمته، وإقالة


(١) عجري وبجري: أي أحزاني وما أبدي وأخفي.