كتاب الأجوبة الكافية بالأدلة الوافية
  وقال لما رأى السيف: (طال والله ما كشف به الكرب عن وجه رسول الله ÷).
  ولما قام على طلحة قال: (أعزز عليّ أبا عبد الله أن أراك على هذه الحال، شفيتُ نفسي وقتلت معشري، إلى أشكو عُجَري وبُجَري(١)).
  ولما سئل عن الخوارج، فقيل: أكفار؟ قال: من الكفر هربوا.
  قيل: أمؤمنون؟ قال: لو كانوا مؤمنين ما قتلناهم.
  قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بالأمس بغوا علينا فحاربناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله).
  ولم يبلغ أيدك الله من حال أهل المحالب أن يلحقوا بطلحة بن عبيد الله، الذي قال فيه النبي ÷ يوم أحد «لولا أن طلحة قال: حسد، لرفع كما رفع عيسى #»، ولما قطعت إصبعه قال: «سبقته إلى الجنة».
  أو الزبير الذي قال النبي ÷: «لكل نبي حواري، وحواريي الزبير بن العوام»، وكان أشجع فارس ركب الفرس مع رسول الله ÷، وعلي # أشجع فارس وراجل فَضُله بالرجلة والقوة.
  وقد رأيت نهي علي # لما حمل على صفوفه فنقضها ميمنة وميسرة وقلباً، ولم يطعن ولم يضرب، في قصة فيها بعض الطول، رعياً لحرمته، وإقالة
(١) عجري وبجري: أي أحزاني وما أبدي وأخفي.