[الجواب على الإعتراضات على السيرة]
  حيف أوجور، أوتحامل في شيء من الأمور، أم على من اقتدى برسول الله ÷ مطعن في مقال من المقال، أو تعنيف في فعل من احتذى به فيه كائناً ما كان من الأفعال. كلا! وفالق الإصباح، ومجري الرياح، إن من كان كذلك لبعيد من الخطأ في كل ذلك. وليس يلزم أهل العلم فيما يفعلون من الفعال إنكار من لا علم له من أهل الجهل، وإنما قول العلماء هو الحاكم على أقاويل الجهلاء، وليس أقاويل الجهلاء بأهل أن يحكم بها على العلماء، والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وسلام على المرسلين.
[أخذ المال من الرعية للجهاد]
  ومما سألت عنه وأحببت الجواب فيه: ما كان من مجيء كبراء أهل صنعاء إلينا ومشائخهم، وما سألونا من التقدم إليهم والمصير إلى بلدهم، فأخبرناهم بقلة ذات اليد، وأنا لا نطيق الإنفاق على العساكر، ولا نجد على ذلك سبيلاً، فذكروا أنهم يعينونا ويجتهدون، وأن أهل البلد على ذلك مجمعون، فلما صرنا إليهم كُتِبَ على الناس على قدر طاقتهم، بل دون طاقتهم ودونها، فكتب على صاحب العشرة الآف مائة، وعلى صاحب العشرين ألفاً مائتان، وعلى صاحب الخمسين ديناراً ديناران، وعلى صاحب الثلاثين دينارٌ، وشبيهاً بذلك، فكلهم إلى ذلك مسارع وكلهم رأى فيه المنفعة لنفسه في ماله وحرمته. وقد علمت كيف كان فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ حين دخل البصرة بعد حرب طلحة والزبير، فوجد في بيوت المال من أهل البصرة مالاً كثيراً من الفيء الذي هو للصغير والكبير، والمرأة والرجل، والطفلة والطفل، فدعى كبراء البلد ووجوه أهله، ثم قال لهم: