[الجواب على الإعتراضات على السيرة]
  فإن في الحديث المرفوع أن عمرو بن فلان المعروف بالعريان - ذهب عني اسمه - قاتل بين يدي رسول الله ÷ في إزار نقوش وقرن، فقال: من هذا العريان، فغلب عليه العريان، وبنوه اليوم بنو العريان، فغلب عليه العريان، فجعلوا له طعمة في غيل مراد، وجوف المحورة، القري والقريضة، فبقيت على غوابر الأزمان.
  وكذلك إقطاعه لبون همدان، كتابه بذلك عندنا موجود إلى الآن.
  وما فعل للأبيض بن حمّال من إقطاع الملح بمأرب، إلى أن ردّ عنه بعض أصحابه، وكذلك ما فعل لأكيدر دومة الجندل إلى غير ذلك.
  وهذا عطاء رسول الله ÷ مال الله، قد موله أهل الفسق والنفاق، لما كانوا للدين وأهله في ظاهر الحال أعواناً، ولم نفعل ثبتك الله إلا أمراً قد كان، وهل نحن إلا ثمرة النبوة، وبقية السلالة، ودهن الزيتونة، ومصباح الزجاجة.
  والقوم قد أعانونا كما علم الخاص والعام في تلك الحال، ولم يكن الشرط في بدئ الأمر كذلك، وإنما شرطنا أن واجب تلك الناحية يصرف إليهم لمعونتهم، تألفاً لقلوبهم، ودفعاً لشرهم، والطبع غالب عليهم.
  فضح التطبع شيمة المطبوع
  ولم نأل في بدئ الأمر في الاجتهاد والاشتراط، ثم إذا حدث بع ذلك حدث فمن الجائز أن نغضي عنه وإن كان قبيحاً، إذا كنا نظن أن أكبر منه يركب، ولا سيما مع قوة العدو، بل ذلك الأصل الضعيف معه قوي، فما ظنك بالقوي؟!