كتاب الأجوبة الكافية بالأدلة الوافية
  هذا وأهل الهجر غير مؤمنين، وقد أفسدوا في الأرض مرتين:
  المرة الأولى: التي أخذوا فيها.
  والثانية: في تلقيهم إسماعيل إلى ظاهر بني صريم.
  وقد نفرت القبائل بأسرها بالنفوس والحريم الأهم، فهتكت حريمهم، وأغري بهم الظالمون، وقد قال الله تعالى فيمن هو خير منهم من بني إسرائيل {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ٥}[الإسراء]، وهؤلاء العباد هم أهل فلسطين ولم يكونوا مؤمنين كما تعلم، بل كانوا كفاراً، وهذا البعث تخلية لا غير، فقد رأيت كيف حسنت من الحكيم سبحانه عقوبتهم.
  وهل علمت أن الحسن بن علي # خلا الأمر جملة، وخلا بين الناس ومعاوية، وهو إمام بنص الرسول ÷، فهل قدح ذلك في إمامته؟!.
  وقد قال على المنبر: (زهَّدني فيكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي).
  وإذا جازت تخلية الظالم والمظلومين جملة لغير عذر لأنه لا ملجئ يتصور في حق الله تعالى، جاز تخلية البعض لعذر.
  وإذا لم يقدح في الإمامة ترك الكل فترك البعض أولى.