السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على الإعتراضات على السيرة]

صفحة 256 - الجزء 1

  فقال #: نعم، من صفة المنافق أن يكون ربعاً من الرجال، قد قص شاربه فاستوفى قصه، أصفر اللون، من صفة كذا وكذا حتى وصف ثيابه.

  فقال: يا ابن رسول الله هذه صفتي.

  فقال #: وكذلك أنت، فضحك الحاضرون، وصارت عليه نادرة.

  وهو # الذي قيل فيه: لو مادت الأرض لشيء لمادت لعلم أبي عبد الله ابن الداعي، هذا مع الشرف الذي لا يبارى، والجود الذي لا يبارى، وجمع الخصال، وتناهي الكمال، فصلى الله عليه.

  وأما ما ذكر من المنجنيق:

  فلا شك أنا عملناه معتمدين على قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}⁣[الأنفال]، فاستطعناه فأعددناه لنأتي بمقتضى الأمر، ولم نقطع على الرجم به في بدئ الأمر، ولذلك نصبناه على بيت مساك ثلاثة أيام، ولم نرم به، وطلبنا العلل للتخلف مع الإرجاف والإرهاب، وذلك أمر لا ينكتم، ثم صرنا نرى الآن جواز الرمي به قوماً دون قوم.

  ولأن من إطلاقات أهل البيت $ أن لا نقطع الميرة من أهل القبلة، وقد قطعها الهادي # من أهل أثافت في حربه وحرب الدعم بن إبراهيم الأرحبي الهمداني، ولسنا نذكر ذلك إلا تسكناً لنافر قلوب الأنس والعادة، وإلا فالأمر كما قلنا لك، من أنه يجوز لنا أن نعمل باجتهادنا، وإن لم يقل به قبلنا أحد إلا أن يكون الإجماع قد انعقد على خلافه، وللإجماع شروط ليس هذا موضع ذكرها، وهي معدومة في هذا المكان.