[مسائل الشيخ علي بن أحمد بن ذيب]
[مسائل الشيخ علي بن أحمد بن ذيب]
  والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله وسلامه
  مسائل وردت إلى الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين عبد الله بن حمزة بن سليمان ابن رسول الله - صلى الله عليه - بحَجَّة في شهر رجب سنة ست وتسعين وخمسمائة، سأل عنها الشيخ المكين الأديب علي بن أحمد بن ذيب أيده الله بتوفيقه، وثبته بتسديده.
[غزو القوم قبل الاحتجاج عليهم]
  أولها: عن الغزو إلى قوم لم يحتج عليهم، ولا علم ما هم عليه، أمقهورون أم مستضعفون؟ وهل وصَّى سريته أم لا؟
  الجواب عن ذلك وبالله التوفيق: أن الدعوة إذا ظهرت وانتشرت وبلغتهم، وجبت عليهم الإجابة والإقبال، وإلا قطع بمعصيتهم؛ وذلك لما روي عن النبي ÷: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»، فلما تخلفوا حلت دماؤهم وأموالهم.
  وأما قوله: أمقهورون أم مستضعفون: فقد أجاب الله سبحانه عن ذلك من اعتذر بمثله بقوله: {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}[النساء: ٩٧]، يدل على أنه ليس بعذر؛ لإنكار الحكيم سبحانه.
  وأما قوله: هل وصَّى سريته: فما توجهوا إلى جهة إلا وصيناهم بما يجب أن يتواصى به، من طاعة الله سبحانه، وسيرة الصالحين، وأن تكون الأعمال شرعية، وذلك ظاهر.