السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما نسبه #:

صفحة 29 - الجزء 1

  بقبيح، ولا يلفظ بفحش، ولا يتعود عادة ذميمة، ولا يصغي إلى لهو، ولا يغفل عن أداء فريضة، فسلك منهاج آبائه، ونشأ على العفة والطهارة من ابتدائه إلى انتهائه.

  ولقد قال # في بعض المواقف: والله إني لا أعرف من بيني وبين جدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ووصيه علي بن أبي طالب # من الآباء والأمهات والجدود والجدات - ولو شئت لعددتهم وسميتهم واحداً واحداً - فما أعرف منهم إلا ولياً لله زكياً، طاهراً نقياً، أو مؤمنة ولية، نقية الجنب من الأدناس والريب، ممن قد ¥ وأرضاه وقال # في هذا المعنى:

  كَم بين قولي عن أبي عن جَدِّه ... وأبو أَبِي فهو النّبِي الهَادي

  وفتىً يقُوْلُ حكى لنا أشياخُنَا ... مَا ذلك الإسناد مِن إسنادِي

  مَا أحْسَن النّظرَ البَليغَ لمنصِفٍ ... في مقتضى الإصدارِ والإيْرَاد

  خُذْ مَا دَنا ودَع البعيدَ لشأنِهِ ... يُغْنِيْكَ دَانيه عن الإبعاد

  أو ليس جَدِّي حمزة نَعشَ الهُدى ... بحُسَامِه وبعزمِه الوقّادِ⁣(⁣١)

  حَمِسَاً إلى أن ذاقَ كَأسَ حِمَامِهِ ... وَسْطَ العجَاجَة والخيُولُ غَوَادِي⁣(⁣٢)

  وَسَلِيلُهُ جَدِّي عَلَيٌّ ذُو العُلَى ... عَلَمُ العُلومِ وزَاهِدُ الزُّهَادِ⁣(⁣٣)

  لَم يَرتَدِعْ فِي حَربِهِ عَن عَامِرٍ ... عَن فُرطِ إبْراقٍ ولَا إِرْعَادِ⁣(⁣٤)


(١) هو الأمير المحتسب الشهيد حمزة بن الإمام الراضي أبي هاشم الحسن بن عبدالرحمن.

(٢) حَمِس كفرح: اشتد وصلب في الدين والقتال.

(٣) هو السيد الإمام الأمير المحتسب علي العالم بن حمزة بن أبي هاشم.

(٤) هو السلطان عامر بن سليمان بن عبد الله الزواحي الحميري، كان داعياً لمذهب الباطنية في أيام الملوك العبيديين الحاكم والظاهر وأول حكم المستنصر العبيدي، وكان كثير المال والجاه، فاستمال الرعاع والطغام إلى مذهبه، وكلما همّ الناس بقتله والفتك به دفعهم بالجميل وقال: أنا مسلم أشهد =