وأما نسبه #:
  وَسَلِيلُهُ جَدِّي سُلَيمَانُ الرِّضَى ... كَثُرَت مَكَارِمُهُ عَنِ التَّعدَادِ(١)
  وَلِحَمزَةٍ سَبْقٌ إِلَى طُرُقِ العُلَى ... يَروِيهِ كُلُّ أَخِي تُقَىً وسَدَاد
  واللهِ مَا بَينِي وَبَينَ مُحَمَّدٍ ... إِلَّا امرؤٌ هَادٍ نَمَاهُ هَادِي
  وَأنَا الذِي عاينتُمُ أحوَالَهُ ... فَكَفَى عَيَانُكُمُ عن استِشهَادِيْ
  الأبيات إلى آخرها.
  وروي عن الشريف إبراهيم بن يحيى الحمزي، قال: ما عرفت من عبد الله بن حمزة اشتغالاً في حال صغره بشيء من اللعب كسائر الصبيان.
  وعن الشريف الفاضل قاسم بن يحيى الحمزي: ما رأيت أحسن من عبد الله بن حمزة تربية، ولا أشرف منه نفساً، ولا أسمح يداً من حال الصغر، وما طرب قط للعب، ولا اشتغل بحديث فيما لا يعنيه.
  قال: وكان حمزة بن سليمان قد هذب أولاده ورباهم على الطهارة والعفة، والمرابطة على التعليم والدراسة، فكان لعبد الله ابنه التبريز عليهم في ذلك، وكانوا يعرفون فضله، ولما ختم القرآن قرأ في اللغة والنحو، وبلغ فيهما مبلغاً عظيماً قصر عنه أهل
= أن لا إله إلا الله، فيمسكون عنه، وهو المعلم والمربي لعلي بن محمد الصليحي، ودارت بينه وبين الأمير الشهيد حمزة بن أبي هاشم معارك منها معركة بوسان (المنوى)، وكان جيش حمزة ألف وخمسمائة فارس، وخمسة عشر ألف راجل، ووقف عنده تسعون شيخاً من همدان يجالدون عنه حتى هلكوا، وفي تلك المعركة كان استشهاد حمزة بن أبي هاشم، وأخذ بثأره الأمير المعيد لدين الله المحسن بن الحسن، وذلك أنه قصد عامر الزواحي فالتقوا بين ثلا وشبام فحمل السلطان عامر بن سليمان لعنه الله على الأمير المحسن فتطارد له الأمير المحسن ثم لقاه الرمح في هزيمته فوقع في نحره، فعطف عليه ولده منصور فرماه بعض الزيدية بسهم فقتله.
(١) هو الأمير العالم سليمان التقي بن حمزة المنتخب بن علي العالم بن حمزة بن أبي هاشم.