جواب الإمام # على اعتراض بعض الشيعة في أمر الجارية
  ومع ذلك فلو أخذنا ما يخصنا من بيت المال والخمس رَكَّبنا خلقاً.
  ومع ذلك فلو أنا جعلنا ذلك مما يختص بنا من خالص البر الذي لا يأخذنا فيه شك لأوفى على ذلك أضعافاً، ومن اختبر الحال عرف ذلك، فهذا طعن بغير وجه صحيح، ولا شبه بالصحيح، وهل يعلم الإخوان - أبقاهم الله - من الذي أعطيناه من المسلمين ألف دينار يقول: لست آخذ هذا، لأنه لا يحصل لكل واحد من إخواننا المسلمين مثل هذا، ولست آخذ إلا ما يخصني دون غيره، إذا كنا نُرمى بالمنع للحقوق فمن يعطيها على الحقيقة، وسوف يعلم ذلك على التفصيل عند انكشاف الغطاء.
  واثكلها قد ثكلته أروعا ... أبيض يحمي السرب أن يفزعا
  ولقد حسب أهل الديوان بصنعاء مما يخصنا مالاً جسيماً، فما تمولنا منه ديناراً ولا درهماً، ولقد شريت منه درعاً أقي بها جسدي، فلقد رديتها في بعض كتب وصاياي عن ولدي، ثم تعقبت النظر فرددتها عليه إن قضى الموت علي على وجه يصح فيه الوراثة على ما ذكرنا، وما سوى ذلك فظاهر، فالله المستعان.
  وإني لأرجو أن ألقى الله خميص البطن، خفيف الظهر، وما أريد تزكية نفسي بذلك، - الله بما أقول عليم -، ولكن أكثركم يعلم ذلك مني، وقلة رغبتي في الدنيا، وإنما الورع ترك الحرام، والزهد ترك المنافسة في المآكل والمشارب والملابس، وقد تركنا مما يحل لنا كثيراً والكل يعلم ذلك، مع أنا في عصر لا يمتنع أن يجب فيه التباهي في التجمل، لما بين أيدينا من أعداء الله الذين ينظرون أهل الحق بعين الاحتقار.
  وفي الحديث أن رسول الله ÷ لبس جبة صوف وعمامة صوف، فنزل جبريل # بالنهي عن ذلك، فما لبسه بعد ذلك حتى لقي الله، وكان يلبس بعد ذلك جبة الخز وعمامته والبُرد والحَبرة.