[أسماء بعض أدوات النبي ÷ وآلاته]
  وأما ما ذكر مما يخالف هذا من تضايق الحال:
  فإنما هي محنة ابتُلوا بها فصبروا عليها، وتفاضلت منازلهم بتفاضلهم بالصبر.
  فأما فيما يتعلق بثياب العطايا:
  فالمشهور المأثور المعلوم عند أهل العلم أنه وسع فيها على الأشرار الذين كانوا أشد عداوة له، وزواها عن الأخيار الذين كانوا أنصح الناس لله وله واتبعوه في ساعة العسرة، وهل علمتموه أعطى عماراً أو سلمان أو المقداد أو أبا ذر عطية سنية، وقد علمنا أنه أعطاها من لا بصيرة له بعد التمكن؛ لأنه لما فتح مكة وأوقع بهوازن يوم حنين لم يبق في جزيرة العرب منازع ولا بقي له مناوئ، ولأن التفضيل الذي ذكرنا في غنائم حنين والمعطون كانوا أشد عداوة له في ذلك اليوم؛ لأن منهم من قال: والله لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، ومنهم من قال: اليوم بطل السحر، ومنهم من قال: اليوم أقتل محمداً، ولم يمنعه ذلك من أن أعطاهم الأموال الجليلة، وقد كان يعطي من هو قريب العهد بالإسلام، كما في حديث حكيم بن حزام، وعلم الله سبحانه ما تركنا شيئاً من أمر الفقيه المقدم الذكر ومن جانسه من الإخوان، إلا لما ترك جدنا ÷ سلفهم من الصالحين من أصحابه، وما حجتنا إلا حجة رسول الله صلى الله عليه: «إني وكلتكم إلى إيمانكم، وأعطيت القوم تألفًا لهم».
  ولقد بلغنا من بعض من لا بصيرة له أنه قال: إن الفقيه الأجل المقدم الذكر لما غضب الفرس فرحنا بالعلة وأخذناه، وهذا قول من لا دين له يحجزه من الاقتحام؛ لأن الفرس أقام ثلاثة أيام، وقلنا للفقيه من أجله.
  قال: قد حلفت من ركوبه.