[ذكر الإمامين الداعيين الحسن ومحمد ابني زيد @]
  وعلماً، وشجاعة وزهداً وورعاً وفضلاً وسخاءً وتدبيراً، وكان أخوه تلوه في ذلك كله، وكان أهل الكلار زيدية فخرج منهم جماعة إلى الحسن رحمة الله عليه فاستدعوه، فخرج إليهم، فبايعوه على كتاب الله وسنة نبيه لخمس بقين من رمضان سنة خمسين ومائتين في أيام الطاهرية، فاتسق له الأمر بالديلم وطبرستان وجرجان والري عشرين سنة، وعلا صيته، وعظم أمره، وغلظ عسكره، وتوفي في رجب سنة سبعين ومائتين، وله إحدى وخمسون.
  وقام بعده أخوه الداعي إلى الحق محمد بن زيد | إلى أن قُتل في حرب الخراسانية، أصحاب إسماعيل بن أحمد الساماني(١)، سنة سبع وثمانين ومائتين، فمدة ولايته سبع عشرة سنة.
  ولما دخل الحسن بن زيد # آمل أنشده أبو الغمر:
  الله أكبر قد تولى المنكر ... وبدا بطبرستان نور يزهرُ
  لما انتضى الحسن بن زيد سيفه ... نادى منادي الجور إني مدبرُ
  لما بدت راياته منصوبة ... بيض الوجوه تزيد المتجعفرُ
  وكان ممن شايعهما: أهل الفضل من العترة الطاهرة وعلماء الإسلام، وكان الجميع يتولاهما ويترحم عليهما بعد موتهما، وإن كان أصحابنا لا يرون سبقهما، ولا يخرجونهما من باب الولاية والفضل.
(١) إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان، أبو إبراهيم، كان يلقب بالأمير الماضي، ثاني أمراء الدولة السامانية في ما وراء النهر، ولد بفرغانة سنة (٢٣٤) ه، وولي بعد وفاة أخيه نصر بن أحمد، وأقره المعتضد العباسي في ولايته سنة (٢٧٩) ه، ثم ولاه خراسان مضافة إلى ما وراء النهر، وثق به المعتضد، واعتمد عليه المكتفي، وصفا له جو الإمارة في خراسان وما وراء النهر إلى أن توفي في بخارى سنة (٢٩٥) ه.