الأجوبة الرافعة للإشكال والفاتحة للأقفال
  وممن كان معهما: الناصر لدين الله الحسن بن علي #، وشهد وقائعهما، ووافقهما أبو القاسم البلخي(١)، وكان يكتب بين يدي الداعي فقال: ما كتبت بين يدي أحد إلا استصغرت نفسي، حتى كتبت بين يدي الداعي فكأني أكتب بين يدي رسول الله ÷.
  وكانت جماعة أهل البيت $ بحضرتهما ثلاثمائة وزيادة، وكان محسناً إليهم غاية الإحسان، وكانوا يركبون معه ويحفون به، فامتدحه الناصر لدين الله # بقصيدة منها:
  كأن ابن زيد حين يغدو بقومه ... بُدُورُ سماء حوله أنجمٌ زُهرُ
  فيا بؤس قوم صبحتْهُم خيولُه ... ويا نُعم قوم نالهم جودُه الغَمْرُ
  هذا ولم يخرج # عن دائرة التواضع مع سعة ذلك الملك.
  ففي الرواية: أن مقاتل الضرير الشاعر مدحه بقصيدة أولها:
  الله فرد وابن زيد فرد
  فقال له الداعي: بفيك التراب، هلا قلت:
  الله فرد وابن زيد عبد
(١) أبو القاسم البلخي: هو عبدالله بن أحمد بن محمد الكعبي البلخي الخراساني، من أئمة المعتزلة البغدادية، وتنسب إليه الكعبية، أخذ عن أبي الحسين الخياط، وكان من أحفظ الناس لاختلاف المعتزلة في الكلام، له معرفة واسعة بالكلام والفقه والآداب، معروفاً بالسخاء والجود والهمة العالية، انصرف إلى خراسان، وكان من أصحاب الإمام محمد بن زيد الداعي وجرى بينهما مكاتبات، وله كثير من المصنفات منها: عيون المسائل، وكتاب المقالات، وغيرها من الكتب، وكان مولده سنة (٢٧٣) ه، وتوفي ببلخ في أيام المقتدر العباسي سنة (٣١٩) ه.