وأما نسبه #:
  دَعنِي أُصَاحِبُ وَحشَ الدَّوِّ آوِنَةً ... مِن الزَّمَانِ فَإنَّ النّاسَ قَد غَدَرُوا(١)
  خَانَ الأنَامُ فَلَا خِلٌّ وَلَا ثِقَةٌ ... وَلَا عِمَادٌ وَلَا رُكْنٌ وَلَا وَزَرُ
  لَو مَدَّ أَوسٌ ذِرَاعَيهِ لِيُضجِعَنِي ... لَنِمتُ ثَمَّ وَلَا خَوفٌ وَلَا حَذَرُ(٢)
  أَو صَاحَ بِي الأبْرَدُ المَخشِيُّ صَولَتُهُ ... لَمَا تَخَالَجَنِي عَن وَصلِهِ الذَّعَرُ(٣)
  وَلَو دَعَانِي مَن فِي وَجهِهِ أَثَرٌ ... مِن السُّجُودِ لَشَظَّا قَلبِيَ الأَثَرُ(٤)
  لَا بُدَّ مِن يَومِ حَفلٍ للنِّفاقِ وللـ ... ـبِيضِ الرِّقَاقِ عِتَابٌ فِيهِ مُنتَظَرُ(٥)
  وينجلي الشركُ من دين النّبي فلا ... يُرى لقائلِهِ عينٌ ولا أثرُ
  مَا رَابَنِي كقُوَيمٍ لَا خَلاَقَ لَهُم ... إنْ كَاثَرُوا كُثِرُوا أو طَاوَلُوا قَصُروا(٦)
  وَهَبْ بِأنَّهُمُ مِلءُ الفَلَا حُمُراً ... أليسَ لَيثُ الشَّرَى تَعنُو لَهُ الحُمُرُ
  مَتَى أَرَى رَايَةَ المنْصُورِ خَافِقَةً ... وَينصُرُ اللهُ مَن للحَقِّ يَنتَصِرُ
  مَتَى أَرَى الخَيلَ كالعُقبَانِ بِانَ لَهَا ... سِرْبُ القَطَا وَلِواءُ الحقِّ مُنتَشِرُ(٧)
  مَتَى أرَى الخيلَ تُردِي فِي أَعِنَّتِهَا ... شُعثَ النَّوَاصِي عَلَيهَا السَّادَةُ الغُرَرُ(٨)
  وَكُلُّ ذِي رِيْبَةٍ فِي نَفسِهِ شَجَنٌ ... فَالنّفسُ تَصْعَدُ والأحزَانُ تَنحَدِرُ(٩)
(١) الدَّو: بالتخفيف الفلاة.
(٢) الأوس: الذئب.
(٣) الأبرد: هو النمر، وجمعه ابَارد، وأنثاه أبرده.
(٤) شظا الشيء: تفرق وتشقق وتطاير، والمراد الإشمئزاز والنفور.
(٥) في الديوان: لا بد من يوم حفل للعتاق.
(٦) في الديوان: مثل قوم لا خلاق لهم.
(٧) العقبان جمع العقاب: طائر. والقطا: طائر معروف أيضاً من جنس الحمام.
(٨) رَدَى الفَرَسُ، كَرَمَى، رَدْياً ورَدَياناً: رَجَمَتِ الأرضَ بِحوافِرِها، أو هو بَيْنَ العَدْوِ والمَشْيِ، وأرْدَيْتُها.
(٩) الشجن: الهم والحزن، وهذه القصيدة أوردتها كاملة من الديوان لتمام الفائدة، ولاحتمال أن يكون صاحب السيرة أوردها كاملة، مع أن صاحب الدر المنثور لم يورد منها سوى ستة أبيات.