السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما نسبه #:

صفحة 32 - الجزء 1

  كَيفَ المَقَامُ لِذِي نَفسٍ عُشَنْزَرةٍ ... مِن بَينِ قَومٍ ذَوُو أَحلَامِهِم بَقَرُ⁣(⁣١)

  كَيفَ الثِّوَاءُ عَلَى دَارٍ وَسَاكِنُهَا ... يَحبُو العُقَابَ بِمَا تُحْبَى بِهِ الحُمَرُ⁣(⁣٢)

  لَا مَجدَ إِلَا لِمَن فِي صَحنِ جُثَّتِهِ ... صَدرٌ بِمَاءِ لُعَابِ الشَّمسِ مُستَطِرُ⁣(⁣٣)

  يُجَشِّمُ الَّليلَ نَفسَاً لَا يَضِيقُ بِهِ ... طَعْمُ الرُّقَادِ لَدِيهِ آَسِنٌ مَقِرُ⁣(⁣٤)

  قُم يَا نَدِيمُ أَرِق مَاءَ المَنَامَ فَقَد ... بَانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأوُوا لِمَا وَدَرُوا⁣(⁣٥)

  وَسَقِّنِي خَمرَةً مِلْ شِيْزَ صَافِيَةً ... تُثنِي الرُّؤوسَ ومَا حَرَّمْنَهَا الزُّبُرُ⁣(⁣٦)

  مَن لاَنَ للنَّاسِ عِطفَاً قَالَ قَائِلُهُم ... أَأَضعَفُ النَّاسِ رُكنَاً أنتَ يَا بَشَرُ

  مَن لَمْ يَنَل حَاجَةً والرُّمحُ مُطّرِدٌ ... لَدْنُ الكُعُوبِ يَنَلهَا وهو مُنكَسِرُ

  لَا تَخشَ ظُلْمَةَ لَيلٍ فِي سُرَاكَ مَعِي ... فَإنَّ بَينَ ضُلُوعِي النَّارَ تَستَعِرُ


(١) العَشَنْزَرُ: الشديدُ الخَلْقِ، العظيمُ من كلِّ شيءٍ، وهي بهاء. وفي الديوان: عشيرته، والمعنى: أن ذوي الأحلام والنهى منهم كالبقر فِي الغباوة، فكيف سائرهم.

(٢) الحباء: الإعطاء، والعقاب: طائر معروف، والحُمَر: جمع حُمَّرَة بضم الحاء وتشديد الميم: وهي ضرب من الطير كالعصافير.

(٣) الصحن: المراد به جوف الإنسان، ولُعَابُ الشَّمْس: شيء تَراه كأَنه يَنْحَدِر من السماءِ إِذا حَمِيَتْ وقامَ قائمُ الظَّهِيرة، وقِيل: لُعابُ الشمس ما تراه في شِدَّة الحرّ مِثْلَ نَسْجِ العنكبوت؛ ويقال: هو السَّرابُ، والمعنى: لا ينال المجد إلا من كان في جوفه صدر له همة عالية يكاد لهمته يتخذ من لعاب الشمس كتابة، والبيت في المجموع هكذا:

لا مجد إلا لمن في صحن جبهته ... سطر بماء لعاب الشمس مستطر

(٤) جشم الأمر: تكلفه بمشقة. الآسن: الآجن المتغير. والمَقِر: ككتف: المر الحامض.

(٥) الخليط: المخالط أو الشريك، ولم يأووا: أي يسكنوا أو يجتمعوا، لمن: أي للذي، ودروا: يقال: وَدَّر الرجلَ تَوْدِيراً: أَوقعه في مَهْلَكَةٍ، وقيل: هو أَن يُغْرِيَهُ حتى يتكلف ما يقع منه في هَلكَةٍ، يكون ذلك في الصدق والكذب، وقيل: إِنما هو إِيرادك صاحبك الهَلَكَةَ.

(٦) مِلْ شِيْز: يعني ملء الشِّيز، والشيز: الخشب الذي تصنع منه القصاع، والمعنى ملأ الكأس.