ذكر زهده وورعه #
  اشتغاله بالدرس في العلم، وكان يغشى مجالس العلم، كما قدمنا، ويقتات الشيء باليسير الزهيد، ويؤثر على نفسه الوافدين إليه، والضعفاء والمساكين والغرباء.
  وكتب # إلى أهل المغرب من خولان بحيدان كتاباً من جملته: والله ما رأيت خمراً بعيني في يقظة ولا منام، ولا الملاهي من الطنابير وما شاكلها، حتى ظهرت على الجبارين من الغز، وأمرت بكسرها وإراقة الخمور، ولا فعلت قبيحاً أعلمه قبيحاً متعمداً من الصغر إلى هذه الغاية من الكبر، ولا أكلت حبة حراماً أعلمها، ولا قبضت درهماً حراماً أعلمه، ولا تركت واجباً عامداً، وإني لمعروف النشأة بالطهارة، ما كان لي شغل إلا التعليم والدراسة والعبادة، ثم انتقلتُ بعد ذلك إلى الجهاد في سبيل الله فحاربت الظالمين قبل أن أقص شاربي، بعلم الخاص والعام.
  ولقد أتى قوم كثير بشيء من البر وفي جملتهم رجل سلم إليه ديناراً فخلطه في جملة دنانير، فسأله عن الدينار على جاري عادته، فأخبره أنه زكاة فسلم جميع الدنانير إلى متولي قبض بيت المال، ولم يأخذ منها شيئاً لنفسه بعد ذلك.
  وأمثال ذلك كثيرة ذكر منها جملة في السيرة الشريفة.
  وأيضاً من زهده #: أنه يعرف ذلك من خالطه في سفره وحضره يفطر على الشيء اليسير من الطعام مع إدمان الصيام، حتى أن بعض الإخوان عول عليه في الفطر وقال: إن إدمان الصوم يضعفك وفي قوتك تقوية الإسلام، فساعده على الفطر أياماً قليلة.