ذكر زهده وورعه #
  وأجابه الإمام # عن جميع ذلك بأحسن جواب، فلما رأى الجميع ما بهرهم من أجوبته لهم عما سألوا عنه في الليل والنهار، وأحصوا أنه يحفظ من الأحاديث المسندة إلى النبي ÷ سبعة آلاف حديث، وحسبوا جميع مسموعاته في وقت قيامه وأحصوا منها إحدى عشر ألف خبر، وأما التي إلى وقت وفاته # فلعلها تبلغ خمسين ألفاً، وأما ما يرويه إجازة فلعلها خمسين ألفاً أخرى.
  قال في السيرة: وله مع ذلك حفظ القصص المتقدمة، والسير ومغازي النبي عليه الصلاة والسلام وآله وحروبه وفتوحه وسيرته، ومعرفة أصحابه وأنسابهم وقصصهم وأخبارهم، وسيرة الخلفاء بعده وأخبارهم والتابعين وروايتهم عن النبي ÷ ما يجل ويعظم.
ذكر زهده وورعه #
أما زهده وورعه #:
  فمعروف في سيرته، مشهور من شيمته، يعرفه من خالطه واتصل به من حال الصغر إلى الكبر، وأنه كان كثير الصبر على مضض العيش، مدمناً على الصوم والقيام، وما لمس حراماً متعمداً، ولا أكله ولا رضي لأكله، ولا تصرف فيه بأمر ولا نهي بل كان
= الرسول، شمس الدين وبدر الدين، يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي على كافتهم السلام، ومن حضر معهم من العلماء والقضاة والفقهاء، وما جرى من البحث الشديد، والاستقصاء البليغ في مسائل الأصول والفروع، والمعقول والمسموع، وظاهره ومعانيه وسواها، حتى إن مقدار ما جرى هنالك من المسائل والجوابات منه # لا ينحصر، منها جواب للشيخ العالم محيي الدين محمد بن أحمد النجراني خمسة آلاف مسألة. انتهى كلامه.