مقدمة التحقيق
  وكما تدل على علم الإمام # فهي تدل على مدى البلوى التي ابتلي بها الإمام # من الاعتراضات الواهية، على سيرته المشرقة الباهية، التي اعترض عليه بها بعض أبناء عصره، وعلماء وقته، ولكن الإمام # كان قاطعاً لخصومه، بسيفه ولسانه، وسنانه وبيانه، فما إن يشم سيفه حتى نفرج من عدوه صفه، وما إن يبري قلمه حتى يقر له بالفلج خصمه ويرغم أنفه.
  ولسنا بحاجة إلى أن نشرح ما احتوت عليه، أو نلخص ما لمحت إليه، فهي ناطقة بمضمونها، ناشرة لمكنونها، ما على المطلع إلا النظر، وإجالة الفكر.
  وقد جعلت هذه الرسائل على قسمين:
  القسم الأول: الرسائل التي اشتملت على جوابات على المعترضين، وردود على السائلين، من المسترشدين أو المتعنتين، وقد احتوى هذا القسم على الرسائل التالية:
  ١ - الناصحة المشيرة في ترك الاعتراض على السيرة، وهي جواب على اعتراضات الفقيه أبي القاسم بن الحسين بن شبيب التهامي، التي أوردها في رسالته المسماة بـ (الزهراء المنيرة في تصفح السيرة).
  قال في الأصل: أجاب بها الإمام المنصور بالله، أمير المؤمنين، الناطق بالحق المبين، أبو محمد، عبد الله بن حمزة بن سليمان ابن رسول الله ÷، عن المطاعن التي أوردها الفقيه أبو القاسم بن الحسين التهامي التي سماها بـ (الزهراء المنيرة في تصفح السيرة)، في يوم واحد، وهو مستهل شهر رمضان المعظم، من سنة ست وتسعين وخمسمائة (٥٩٦) ه، مع ترادف الأشغال، وكثرة الانشغال، وذلك إلى قوله