[نص الرسالة]
[نص الرسالة]
  
  وصلى الله على محمد وآله
  إلى كافة من بلغه كتابنا هذا من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم.
  فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولكم القيام بلوازم أمره، والتنكب عن نواهي زجره، والاعتصام بحبله المتين، وسلوك منهاج رشده المستبين.
  وإن الله سبحانه لما وَلَّانا أمر خلقه - بلوى منه لنا بذلك، ليعطينا إن شكرنا وصبرنا ثواب الشاكرين الصابرين، ويذيقنا - والعياذ به من ذلك - إن جزعنا وكفرنا عقوبة الجازعين الكافرين -، ولا اعتراض على الحكيم سبحانه في أمره هذا، مع أنا قد علمنا ما يتعلق بالدخول في هذا الأمر والتأخر عنه على الوجوه المختلفة من الوعيد الذي تضطرب القلوب لهوله، وتنتقض الظهور لثقله، وكنا الواسطة بين الله سبحانه وبين خلقه، وكان لا بد لنا من كفاة وأعوان، وولاة وخدام، ولا بد لمن تولى دون هذا الأمر من وَزَعة، لم نر - والحال هذه - إلا تنفيذ هذا الكتاب إلى جميع الأقطار، ونشره في جميع الأمصار، معذرة إلى ربنا، وخروجاً عن عهدة ما لزمنا، وليكون الذي أمرنا به مشهوراً، وفي الكتاب مسطوراً، فمن اندرج تحت أمرنا هذا، وأعان على حمل هذا الثقل الباهض، وأخلص نيته لله سبحانه فهو من أهل السوابق، وله شرف الثواب، وزلفى المآب، ومن زاغ من المحجة، وطمس وجه الحجة، فنحن إلى الله سبحانه أبرياء من فعله، وإلى كافة المسلمين من ولايته، فلا عهد له في أمرنا ولا ولاية لنا في عنقه، ولا لتصرفه حكم، ولا لأمره وجوب، ولا شركة له فيما ولانا ربنا، إلا تصرف الباغين المعتدين لحدود رب العالمين، قال تعالى