[عهد الإمام إلى الولاة]
  عن إبراهيم # حاكياً {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}[البقرة: ١٢٤]، إنما ولاة أمر الله الذين وصفهم الله سبحانه في كتابه {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}[الحج: ٤١]، فهؤلاء ولاة أمر الله، وورثة كتاب الله، وخزان علم الله، وهذه شرائط عهودنا في كتب المعهود إليهم شاهدة، ولما أضلوا مما عهد إليهم ناشدة:
[عهد الإمام إلى الولاة]
  الصلاة عمود الدين، والزكاة طهرة المال، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيلا الخير، والصيام عنوان الصبر، والحج دلالة اطراح الكبر، والجهاد باب الجنة وسنام الدين، من قهقر عنه لم يدخل الجنة أبداً، وتركُه سَبَّب ضعف الملة، وشمول الذلة.
  ألا وإن الوالي من عقل عن الله أمره، وكانت موعظته بفعله قبل موعظته بقوله، قد عزف نفسه عن خضروات الدنيا، وحلأها عن مشاربها الوبية، ومراتعها الوخيمة، وكان كطالب ضالة نفيسة، نَصَّ قُلوصَه في أغباش ليل فلم يكن له هَمٌّ إلا ملاحظة الأثر، ليطلع على حقيقة الخبر.
  وقد سبقتنا سنة شريفة مطهرة مقدسة، قامت دلائل المعجز بأنها حق يؤدي إلى خير عظيم، وملك عقيم، وهي سنة محمد ÷، وسيرة الأئمة من ولده الهادين بهديه، الدالين على منهاجه، الحاذين على مثاله، وهي لَاحِبٌ واضح للمستبصرين، وبهيماً طامسة على المتجبرين، ولن تتجلى حنادس الظلم والجهل إلا بأشعة أنوار الهدى واليقين، ونحن مادة أنوار الحق، ودهن زيتونة مصابيح