[أعمال الوالي إذا وصل إلى بلد ولايته]
  الاضطلاع بالأمر فعليك التزام ذلك والقيام به، بنية صادقة، وعزيمة قوية، فإنك تأوي إلى ركن شديد، وحصن حصين هو الله سبحانه.
  فإذا تقلدت العمل على بركة الله سبحانه ويُمْنِه، وكنت مستقراً في مكانك، فلا يعرف منك أهل بلدك خلاف ما يعلمون من أخلاقك قبل ولايتك، إلا أن يكون أمراً بمعروف، ونهياً عن منكر، أو دعاء إلى خير، وعرفهم سبب ذلك وهو تجدد الفرض، ولزوم الحجة.
  وإن كنت مندوباً إلى بلد غير بلدك، فلا تفارق بيتك قيد شبر إلا بنية خالصة لله سبحانه في جميع حركاتك وسكناتك في وجهك ذلك، فإن كل تعب ونصب تحملت في ذلك لوجه الله تعالى.
[أعمال الوالي إذا وصل إلى بلد ولايته]
  فإذا وصلت البلد فادخلها بذكر الله سبحانه وحمده وشكره والدعاء إلى الله، والاستعانة به في أن يوفقك لإصابة الصواب، والثبات في جميع الأسباب، وانفذ لأهل البلد إلى ساحة البلد.
  فإذا لقيك أهله فابدأ بحمد الله والصلاة على النبي وآله، وذكرهم بأيام الله سبحانه، وعظهم بما أمكنك من الموعظة، وعرفهم بما قدِمتَ فيه وله، وأن ذلك أصلح لهم في دنياهم وآخرتهم.
  ولا تحملهم من مؤونة نفسك شيئاً إلا أن يفعل ذلك فاعل منهم اختياراً لا لغرض يبطل به حق الله تعالى.