[خبرة الإمام # بالحرب]
  كتاباً قد أحصى فيه كل صغير وكبير، فإن أعطيته بيمينك فزت مع الفائزين، وإن أعطيته بشمالك كنت من الهالكين، فما الأمر بهين ولا مستحقر، فالله المستعان.
  وإياك وكثرة الكلام في ما لا يعنيك، والصمت عما يعنيك، فإن الصمت عن الكلام في الحاجة عي، والكلام فيما لا يعني هدر.
  واستشعر الخوف والخشوع في موقف العبادة والعبرة، ومجالس الذكر والخشية، والبِشْرَ والبشاشة في مجالس الوفود وأهل الحاجات، والمطالب والمعاملات.
  ولا تكن فظاً غليظاً، ولا سفسافاً(١) متملقاً.
  وعليك بإظهار الشدة والعزيمة، إلا أن تريد بإظهار الخضوع استخراج خبيةِ من كان عندك من حاشيتك وغاشيتك، لتكون على معلوم من أمرك، ثم تجعل إظهار الشدة خاتمة قولك وفعلك.
  فإذا قضيت على اسم الله أوطارك، ونجَّزت أشغالك، فاستخلف في عملك من يقوم مقام نفسك، وانهض بعد الاستئذان والإشعار إلى إمامك، فإن ذلك مما يجدد لك هيبة، ويحدث قوة، ويزيدك بصيرة وعلماً، وعرفه جميع أحوالك وأعمالك، ولا تذكر محامدها افتخاراً، ولا مساوئها احتقاراً، واذكر المحامد إشعاراً، والمساوئ اعتذاراً، فإن كنت مستقيماً حمدك، وإن كنت منآداً عَمَدَك(٢)، وقوَّم أودك، وإنما جعل الإمام إماماً ليؤتم به، ويفزع إليه ويرجع إلى رأيه.
  وَهَبْ لله نفسك في الدنيا يهبها لك في الآخرة.
(١) السفساف: الحقير الرديء من كل شيء.
(٢) المنآد: المعوج.