السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

أما البركة:

صفحة 45 - الجزء 1

  نستسقي بهذه الكتب، فتعقب ذلك المطر من وقته، وامتلأ بعض المناهل وتنغض بالماء بعضها، وكان من دواعي شهاب إلى طاعة الإمام #.

  ومن ذلك: أن رجلاً أتى إليه # وهو في ثلا⁣(⁣١) من أهل الحَدِّ، وشكى جدباً عظيماً في الشتاء، وانقطعوا من الماء، وتعطلت بركهم، فسأله أن يدعو لهم إلى الله تعالى فدعا لهم #، فما غربت شمس ذلك النهار حتى سقاهم الله تعالى مطرًا غزيرًا هنيئًا على بلدهم خاصة دون غيرهم.

  ومن ذلك: ما رواه الشيخان الفاضلان محمد وأحمد ابنا الحسن الرصاص، أنه لَمَّا راح الإمام # من حجة أتاه رجل من أهل وادي ثعلان⁣(⁣٢) فشكى عليه الجدب، وسأله الدعاء لهم إلى الله تعالى، ففعل، وكتب إليهم كتاباً وراح إلى مغربة العرق⁣(⁣٣)، فبلغ الخبر بالمطر الغزير والسيول آخر النهار في ذلك الوادي.

  ومن ذلك: ما حصل في دولته من البركة والخير الذي عم البلاد من ظهور معادن الحديد بجبال بني جماعة من أعمال صعدة وبلاد خولان، وكان قد بلغ في دولة الغز نصف رطل بدينار سبأي، فصار في دولته # يرخص إلى أن بلغ خمسة عشر رطلًا بهذا الدينار؛ بعد أن منع الغز من يشتريه من عدن إلا من تحت أيديهم فوسع الله على خلقه ببركته #.


(١) ثلا - بالضم -: مدينة جنوب غرب مدينة عمران.

(٢) وادي ثعلان: يفصل بين جبلي نيسا وعفار من أعمال حجة، يسكنه قبيلة ثعلان من قبائل بكيل.

(٣) المغربة: غربي وادي ثعلان.