أما البركة:
  ومن ذلك: العذق الذي أمر به القاضي علي بن نشوان من جبل طلَّان(١) في مغارب مخلاف حيدان، وشاهده الإمام # ومصنف السيرة أبو فراس بن دعثم | وغيرهم في دار معين(٢) من سنة ست وتسعين وخمسمائة، على ما وصفه القاضي المذكور مع سائر ما ذكر في شعره، النوني وهو خمسون بيتاً منها قوله(٣):
  أنار بعدلك وجه الزمانِ ... وأصبح باليُمن صبحُ الأمان
  فقرت عيون وطابت سنون ... وأسعف للناس نيل الأماني
  وأنعمت البركات البلاد ... فكل مكان به الخير دان
  فقد دام خصب وقد زال جدب ... وبانت فضائل هذا الأوان
  وحالت شرور ودام السرور ... وخاب الكفور ورب الأغاني
  وأيسر ذو عدم معسر ... وفك عن القيد والأسر عان
  وكل البرية في غبطة ... وعيشهم ظاهر النفع هاني
  وقد كان تروى من المعجزات ... ظهور يوقت إمام معان
  ومنصور حق من آل الرسول ... رفيع المحل كبير المكان
  فقد ظهرت للورى المعجزات ... بوقت ابنِ حمزة شمسِ الزمان
  وقد أُكلَ الخُوخُ في عصرهِ ... من النَّقم الغض ينعًا لجاني
  وقد حلبت وقت ميلادها ... عناق من المعز قبل الثمان
  وقد أحدث الله في عصره ... حديدًا يفوق على الهندوان
  وكان يجيء من ارض العراق ... ومن فرضة الشحر أو من عمان
  فصارت معادنه بالصعيد ... فأرض جماعة أبناء هان
(١) طلان: قرية في منطقة الأزهور، من ديرية رازح.
(٢) دار معين تسمى الهجرة، وهي تقع في الجنوب من صعدة، وبها مسجد للإمام المنصور بالله (ع).
(٣) أوردت القصيدة هنا كاملة لتمام الفائدة.