السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

رسالة تأكيد الحجة على الشيعة

صفحة 464 - الجزء 1

  يا معشر المسلمين: اعلموا أن الله تعالى نفى بنا ربق الذل عن أعناقكم، وفتح بنا وختم لا بكم، ونحن النمرقة الوسطى، إلينا يرجع الغالي، وبنا يلحق التالي، وأنتم - بحمد الله - منا إن أطعتمونا، ومن عدونا إن عصيتمونا، فاختاروا لأنفسكم أصلح الأمرين.

  ذهب نوم المساجد، وظلها البارد، وعيش القصاع والموائد، فالفارس يطارد، والراجل يجالد، إلى متى تأكلون العيش وتشربون الماء، الجنة لولي الله، هدايتكم تحت السيوف البارقة، والرماح الخافقة، هبوا رحمكم الله فإنكم لا تقدرون على خصامي يوم القيامة، والله تعالى حاكمي وشاهدي، وم! ن أكبر شهادة من الله، وجدي محمد رسول الله ÷ ووكيلي عليكم في الخصام، فبأي لسان تنطقون، وكيف ومع المعصية تكون الأفواه مختومة، والخراطيم موسومة، أيقول قائلكم: هذا الأمر مبني على الظلمة، فليت شعري أي الظلمة؟! يحيى بن أحمد وشقيقه محمد، الداعيان إلى الله، الصابران المحتسبان المقربان، تولى الله عونهما وتسديدهما، وتوفيقهما وتأييدهما، لقد تحملا الأثقال رغبة فيما عند ذي الجلال.

  أغبيان هما وهو بزعمه الحاذق، لقد حلق دينه الحالق.

  أجاهلان هما وهو العالم، لقد هدم دينه الهادم، وهزم جند حسناته الهازم، إلا أن تطرح الكبر وتدخل في التائبين، فرحمة الله قريب من المحسنين.

  واثكلها قد ثكلته أروعا ... أبيض يحمي السرب أن يفزعا

  أتظن أن ترضع فرقة قد أراد الله فطامها، أو تنقض دولة قد أراد الله تمامها، أو تحل عقدة قد تكفل المهيمن أحكامها، أو تحيي ضلالة قد أراد الحكيم موتها، أو ترد فتنة قد ضمن الجبار فوتها، هذا لتكون رئيساً للمخالفين، لعترة خاتم النبيين، فوالله لكون العبد ذنباً في الحق، خير له من كونه رأساً في الباطل، فأين العقول السوية؟ والنفوس الأبية؟.