السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب دعوة إسماعيل

صفحة 479 - الجزء 1

  ثم جاء إلي في يوم ثاني بغير ذمام ولا عقد مرتين فهم أصحابي بقتله فمنعتهم من ذلك، وقضيت له حاجته في توليج داره، وأمرت معه من استرجع بقره، والثالثة يوم حادثة الأمير شهاب فتمكنت منه يغير ذمة، فلم أفعل فيه شيئاً من المكروه، وذلك أنه يعلم أني شرطت عليهم أن لا يفسدوا أحداً من العسكر ولا من العرب، وأن ينزلوا إلي ويصدروا من عندي، فوقع حلف سنحان وفساد رجلين من العسكر، وما رأيتهم إلا بعد الحادثة، وبالله يميناً كنت عنها غنيّاً لو خفت حنثاً فيها ما أمرت بذلك، ولا شاورت فيه، ولا مالأت عليه، ولقد سُئلتُ عارة فرس فما فعلت، وعارة تجفاف فما فعلت، وقد كان الأمير هشام عارفاً بسري وبالقضية كيف كانت، وأمرت إلى الأمير شهاب الدين أن يستأذن السلطان سيف الدين إلى الدار العلياء، لأؤنسه وأصله بمعونة، الله بذلك عليم، ولعل الرسول قد وصله فلم يتأت ذلك حتى نقل إلى فدة بغير أمري، وعوّل علي سيف الدين | في خراب دار شهاب فلم أفعل، الله على صدق ما قلت من الشاهدين، ودخلت دار صنعاء وفيها اسمك واسم أبيك مكتوب فسألني بعض من سأل غيار اسمك واسم أبيك فلم أساعد إلى ذلك، وعمرت فيها عمارة فيها اسمي واسم آبائي الطاهرين عليهم سلام رب العالمين، الذي لو قرئ على مريض لشفي، فغير لما دخلتها ومحي، فإما أن تكون أمرت وإما أن تكون ما أنكرت، وقد تركت دار عدلان في الجنات، وهو وال من ولاتك فما قدرت قدرة إلا جعلتها مِنّة، وكل ذلك رجاء أن ينصر الحق يوماً ما، ووالله ما هذه المزاحمة لأفوز بشيء من الدنيا، فنفسي لا تكثر في مالي فكيف في مال الله، وكيف أركن إلى دنيا لم تدم لمن كان قبلي، وقد سأل العبد الصالح ربه فقال {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}⁣[ص: ٣٥]، فزال، فكأنه ما كان،