السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

وأما الكرامات المشهورة الظاهرة

صفحة 50 - الجزء 1

  ومنها: ما نزل بأهل قرية المحافد بجبل الضلع⁣(⁣١) من المرض الذي أجلى أكثرهم خصوصاً دون سائر القرى حولهم، وذلك أن الإمام # أمسى عندهم لطلب حصن كوكبان، فلم يفعلوا في حقه معروفاً، وتركوه هو وأصحابه بلا عشاء، وخيله ودوابه بغير علف ولا حسيك، وأكرموا آخرين ممن كان معهم خوفاً منهم ومداراة لهم، فأنزل الله عليهم المرض حتى مات أكثرهم وبقي منهم جماعة قليلة، فجاءوا إلى كوكبان فقصوا له خبرهم، واعتذروا، وسألوه الدعاء لهم إلى الله، فعذرهم ودعا الله لهم فرفع الله عنهم.

  ومنها: ما رواه الفقيه الفاضل علي بن أحمد الأكوع⁣(⁣٢)، أنه سأل الأمير أبا الفتح بن محمد عما روي أنه رأى راية خضراء يوم قدومهم إلى شبام، فحكى: أنهم لَمَّا طلعوا من الأهجر⁣(⁣٣) وصاروا في القاع أعلى من باب الأهجر تأخر عن صاحبيه الأميرين محمد بن مفضل ومحمد بن فليتة القاسمي رأى راية خضراء رابعة من بعيد،


(١) ضِلَع: جبل متصل بكوكبان مشرف على شبام يقال له ضلع كوكبان، من أعمال الطويلة، وهو المسمى بجبل ذخار.

(٢) العلامة المجاهد، إمام الناسكين، وسيد السالكين، صاحب الجهاد والاجتهاد، والسبق لأهل الفضل والاقتصاد، علي بن أحمد بن الحسين بن المبارك بن إبراهيم الأكوع | ورضي عنه، هو سيد الشيعة وإمامهم وحجتهم، كان عمار زمانه، وسلمان أوانه، بطانة خالصة لآل محمد ÷ بقول وفعل، ناصر الإمام المنصور بالله وشاركه في فعله المشكور، وله كتاب في اختيارات الإمام المنصور بالله #، ولم أقف على تاريخ وفاته، وأما قبره فهو في مسجد الملاحة هجرة بيت الأكوع من مرهبة.

(٣) الأهجر: بلدة حميرية في بلاد الأتلا من أعمال ذمار بالقرب من قرية ورقة شرقي ذمار، ويطلق الأهجر: على بلد من ناحية شبام كوكبان فيه جملة قرى ومزارع وعيون جارية.