وأما الكرامات المشهورة الظاهرة
  فلما دنى من أصحابه لم يرها فسألهم فقالوا: ما كان معنا سوى ما نعرفه من الرايات الثلاث، شهد بذلك ورواه.
  ومنها: ما رواه الشيخ مرحب | من أنه مر بقرية في أسفل الأهجر يقال لها: خدار(١)، وبها زرع ثخين قد ذوى ويبس، فسأل رجلًا من أهل القرية فذكر أنهم كانوا يسقونه بغيل فأصبح الغيل قد غار وخرج في موضع فايش لا زرع فيه سوى الشرب، فسأل عن السبب فقيل: إن الإمام # أمر إليهم لطلب معونة فجرى منهم سب وأذية من سفائهم ولم ينكر عقلاؤهم، فأصبح ماؤهم غوراً.
  ومنها: دخول الإمام # على سبعمائة فارس أو يزيدون صنعاء وما كان معه من العرب إلا القليل بعد هرب السلطان إسماعيل من صنعاء في اليوم الذي دخل فيه #.
  ومنها: فتح باب غمدان بصنعاء بشقصة من نشابة من غير تعب، ووافق ذلك وصول [الإمام] إلى الباب وكان لا يفتح بمفتاحه إلا بعد علاج شديد.
  ومنها: ما رواه الشيخ أحمد بن الحسن الرصاص، أنه رأى طيوراً بيضاء لم يشاهد جنسها قبلها، وهي قدر ثمانية عند دخول الإمام المدينة من باب غمدان وهي مظلة عليه. وكذلك رواه أخوه الشيخ الفاضل عبد الله بن الحسن.
  ومنها: السحابة الممتدة التي رآها الناس عند إقبال الإمام # من نقيل عصر(٢)، وهي ممتدة من جبل عصر إلى سور مدينة صنعاء مختلفة الألوان تحكي
(١) خدار: من ملحقات حصن ذمرمر في أعلى قرية شبام الغراس على بعد ١٨ كم شمال شرق صنعاء.
(٢) عصر - بفتح العين وكسر الصاد المهملتين -: قرية وجبل غربي صنعاء، وهو مشهور.