السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

منامات الفقيه الصادق علي بن أحمد الأكوع

صفحة 64 - الجزء 1

  علي مصافحة، حتى كأني قد حاذيت أوساطهم، وإذ برجل معتدل القامة، صبيح الوجه، حسن الخلق، رقيق الخلق، جاء فسلم عليّ وسلمت عليه سلام المحب على حبيبه الذي طالت غيبته عنه، وقلت في سلامي عليه: سلام على من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وسر كل واحد منا بصاحبه سروراً عظيماً، وفرح فرحاً شديداً، ولم يكد يفارقه، فلما انتبهت علمت أنه لا بد من إمام يقوم مقام علي بن أبي طالب #؛ لأن الخبر ورد فيه عن النبي ÷ فانتظرت بعد ذلك قائم الحق واستبشرت به، ومات سيف الإسلام بعد ذلك.

  وكنت متردد الخاطر بين الأمير الكبير يحيى بن أحمد، وبين الإمام #، فرأيت في المنام كأن الأمير واقف معي، فقلت: يا مولانا، كثر الجور والظلم وهلك الدين، ألست تقوم؟ فقال: لا، فضقت من قوله، ثم أعدت السؤال فقال: لا بد من حملة أعين فيها، فأما صاحب الأمر فليس أنا هو، فاستيقظت وأخبرت والدي بالمنام وجماعة من المسلمين، وقطعت بعد ذلك على أن صاحب الأمر عبد الله بن حمزة.

  وبقيت بعد ذلك مشغول الخاطر مشتاقاً إليه، فلما قام العفيف محمد بن مفضل لحرب الغز قلت: لا يكون صاحب الأمر هذا، ثم قلت: إن لقيني وسلمت عليه فلعله هو، فوقعت بي صوايب، فما زدت التقيت بأحد من كبار الأشراف، حتى لقيت الإمام # إلى شوابة وسلمت عليه مثل ما رأيت في المنام، وكان بي من الفرح والسرور مثل ذلك، وكان المنام الأول في شوال، والثاني في ذي القعدة من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.