السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

منامات الفقيه الصادق علي بن أحمد الأكوع

صفحة 65 - الجزء 1

  قال: وتقدمت بعد ذلك إلى حراز⁣(⁣١) فوقفت مدة، فلما كان في شهر ربيع الذي قام فيه الإمام # في ليلة الاثنين قبل طلوع الفجر، رأيت في المنام كأني في سناع⁣(⁣٢) في شرقي مسجد نضار وعلي سروال أبيض وعمامة بيضاء، فصعدت في الهواء حتى عاليت رأس الصومعة، فرأيت الأرض بين يدي أنظر أبعدها، فأقبلت أدعو أهل الأرض فأول من دعوت أهل صعدة ثم أهل الشام، ثم التفت فدعوت أهل المغرب، ثم التفت فدعوت أهل اليمن، ثم التفت إلى أهل المشرق فدعوتهم، فلما استكملت الدعاء قلت: صنعاء فمن تأخر فعليه لعنة الله، ثم انتبهت في تلك الساعة وهو أول صلاة الفجر، فعلمت أنه لا بد من أمر عظيم يعز الله به الإسلام.

  قال الفقيه المذكور: فالتفت في آخر الرؤيا إلى شخص فقال: يا هذا، ومن يسمع نداك، فالتفت إليه كالمنتهر له فقلت: الذي قدر على تبليغ صوت إبراهيم # حين قال الله ø: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ٢٧}⁣[الحج]، فأجابوه من مسيرة شهر أو شهرين، وأجابوه من جميع الأرض فهم يجيبونه إلى يوم القيامة، وهو قادر على أن يبلغهم صوتي حتى يجيبوه.

  قال: ثم بقيت بعد ذلك أنتظر الفرج من الله ø بقيام القائم ولست أشك في أنه عبد الله بن حمزة فما كان إلا أياماً حتى بلغ خبر قيامه، فبحثت عن ذلك، فإذا


(١) حراز: صقع واسع غربي صنعاء، مركزه في رأس جبل مناخة، ويشمل مخلاف هوزن ومسار ولهاب وبني مقاتل والثلث والأغمور وحَصَبان وبني خطاب وبيت القابلي ودايان واليعابر وسلف القابل وبني إسماعيل وغيرها.

(٢) هجرة سناع - ويقال سنع -: هجرة معروفة، تقع بالقرب من حدة، في الجنوب الغربي من صنعاء، ناحية البستان.