[فتح صنعاء]
  الأشراف والشيعة إلا مقدار العشرة أو يزيد قليلا وتأخر بعضهم عن الدخول معه إلى المدينة للعجز عن المشي مع الخيل لشدة الشَّوق وسرعة العدْو، وكانت خيل الغز التي معه مائة وعشرين فارسا فكان بينهم كما قال # في شعره بعد فتح صنعاء:
  أقلب طرفي هل أرى العرب جهرة ... فلم أر إلا أعجمياً مهمهما
  سوى نفر شم الأنوف غطارف ... رأوا خلطهم للنفس بالنفس أكرما
  فوصل إلى عصر وقد نهض شمس الخواص إلى المدينة، وقد انهزم إسماعيل منها في قدر أربعمائة فارس متوجهاً إلى اليمن، واستمر الإمام حتى حط على الغيل شامي مسجد الحرة.
  ثم تقدم في جماعة من أصحابه ومحطته مستقرة مكانها يريد دخول المدينة من الباب الأدنى من المحطة وهو باب الخندق الأعلى، فلم يعرفه كثير من أهل المدينة ولا صدقوا بوصوله، فمنعوه من ذلك الباب واختلفت أغراضهم في ذلك، فعاد # إلى المحطة وأمر المؤذن بالأذان بحيَّ على خير العمل، مع كراهة الفريقين لذلك من الغز الذين معه والذين عليه في ذلك الوقت الذي ترتعد فيه الأقدام، وصلى بأصحابه الظهر والعصر، وأتاه جماعة من أهل صنعاء لَمَّا صح لهم وصوله يستدعونه للدخول، فركب في أصحابه وكان عند إقباله قد وقع بين أهل صنعاء اختلاف، فأحب قوم دخوله وكره ذلك آخرون، فبينا هم يتجادلون إذ دخل شمس الخواص من باب الخندق الأعلى فتفرقوا في الحال خوفًا منه، وأخذوا مفتاح الباب، وأخذ صخرب بن مسعود الضراب من صبي بحذائه عودَ نشابة، فشقه وفتح به الباب، وكان لا ينفتح بمفتاحه إلا على مشقة وعلاج، ودخل # المدينة