[مقدمة الإمام #]
  مثمرة، ويوشك أن يكونوا شجرة شاكة لا ثمر فيها، فإذا كان ذلك فأقرض من عرضك ليوم فقرك»(١).
  ولنا أسوة في سلفنا الماضين من الأنبياء المرسلين والأئمة الطاهرين، قال الله ø: {فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا}[الأنعام: ٣٤]، وقال أصدق القائلين: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ٩٥}[الحجر: ٩٥]، دل على أنهم استهزؤوا به وسخروا منه، {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٥}[البقرة: ١٥]، وقال سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ٥٨}[التوبة: ٥٨]، وقال: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} ... إلى آخر الآية [التوبة: ٦١]، فإذا كان هذا في المخصوصين من البشر بصبغة الكمال، المجللين بثياب الجلال، وكان خاتمهم - الْمُسرى به إلى محالّ القدس، المؤيد بروح القدس، المعصوم من الخطأ والزلل، في كبائر القول والعمل، المعرَّف مصالح نفسه ومصالح غيره بغير واسطة بشر، المفضَّل على أهل الوبر والمدر، الذي شهد له العلي العظيم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}[القلم: ٤]، - قيل فيه ما قيل فكيف يعظم مثل ذلك على من بُني على الخطأ والخطل، وخلق من عجل، وجعل أكثر تعبده مُحَالَاً على أمارات تؤدي إلى الوهوم، وقد قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، فعلينا أن نتأسى ونصبر حتى يحكم الله لنا وهو خير الحاكمين، ونسأل الله تعالى ثباتاً في أمورنا، وعزيمة على رشدنا.
(١) روى نحوه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية، الحديث الرابع والعشرون، في ذكر معاشرة الناس.